أدم وحواء
الزلزال والأطفال و مساعدتهم على تخطي أثار صدمة هذه الكارثة
أطفالنا الأعزاء زينة الدنيا وأمل المستقبل
يعيشون حياة طبيعية تحت سقف آمن
نراهم يلعبون يمرحون في البيوت والساحات والحدائق
وأيضاً يتعلمون في المدارس
هم مميزون في كلّ شيء
ونحن ما استطعنا نحاول تقديم مايلزمهم
أطفالنا جنة الدنيا أحباب الله
عين الله ترعاهم وأهلهم كيفما اتجهوا وأينما تواجدوا
هم ملائكة على الأرض ثبت الله الأرض تحت أقدامهم.
أطفال بلادي ينتقلون من محنة الحرب الشرسة
إلى كارثة مرعبة هزت قلوبهم وحياتهم
وتركت أثراً لايمحى في ذاكرتهم
للأسف لا ذنب لهم في ما يحصل على هذه الأرض
لكنهم يدفعون الثمن غالياً في الحروبِ والكوارث
للأسف أطفال بلادي في دائرةِ الخطر والموت
للأسف أطفالنا الأبرياء ضحايا الزلزال
هم الآن جنة الفردوس يحلقون طيوراً
للأسف أطفالنا تحت هول الصدمة
وليس بالإمكان حمايتهم من الموت فالقدر
أقوى لكن بإمكاننا مساعدتهم ومساندتهم
في ظل هذه الكارثة الإنسانية.
-عند حدوث زلزال أو هزة يجب التقيد بقواعد السلامة العامة والتي يعد أهمها
النزول على الأرض والاختباء تحت طاولة أو مكتب، ووضع اليدين على الرأس
ينبغي عدم مغادرة المبنى أو الغرفة لحين انتهاء الزلزال، لأن مغادرة المكان الذي تكون فيه قد يعرض حياتك للخطر علينا الابتعاد عن النوافذ والجدران والمرايا والرفوف التي قد تكون عرضة للانهيار أو السقوط الابتعاد عن الغاز أو أي مصدر للنار على الفور
اما حالة الهلع والخوف والجري من المنازل تعد مصدراً للأذية الشخصية والنفسية اكثر منها من الوقاية العامة.
-كيف نشرح لأطفالنا عن الزلزال؟
الخوف والقلق مشاعر معدية، ومهما حاولنا أن نخفي أخبار الزلزال عن الطفل، فهي قد تصادفه في أي مكان حتى أثناء مشاهدة التلفاز أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي
-أثناء حدوث الزلزال والهزات الارتدادية
يصاب أطفالنا بالذعر والرعب والهلع
لذلك يترتب علينا حمايتهم وابعادهم واخراجهم
من حالةِ الخوف والفوضى التي تعم المكان.
وحتى بعد الزلازل ظهرت حالات قلق وخوف عند الأطفال، حيث رصدت عند بعض من عايشوا تجربة الزلزال لأول مرة حالات الخوف من الذهاب إلى المدرسة والرغبة في البقاء مع الأهل لذلك علينا تشجيع الأطفال على ممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت.
كي لا ينعكس هذا الوضع على نفسية أطفالنا
علينا اخراجهم من دائرة الخطر
رفقاً ورحماً بهم كي لا نرى الخوف على وجوههم
كي نرسم البسمة مجدداً على شفاههم
علينا احتضانهم ورعايتهم والاهتمام بهم أكثر
بالتحديد في هذه الفترة الصعبة ريثما تمر بسلام.
علينا قضاء الوقت الكافي بصحبتهم فالتسلية واللعب والمرح يحسن من نفسيتهم
كما علينا ادخال الفرح في قلوبهم
فماذا يحب طفلي بهذه الطريقة أسعده وأساعده
اقرأ أيضا سورية قلب واحد بقلم :نادية يوسف
أما الأطفال المتضررين من الزلزال
علينا تقديم الهدايا والمساعدات والدعم لهم.
لأن مأساة الأطفال الناجين من الزلزال كبيرة
إذا كان وقع الزلزال على الكبار كارثي فإن الأمر مع الأطفال أكثر مأساوية، فمن المؤكد أن يكون لتلك المأساة تأثيرها المدمر على عقلية الطفل.
أضف إلى ذلك أن تجاوز الأزمة يحتاج إلى وقت طويل
المختصون هم من يحددون ذلك بناء على حالة كل طفل وحسب مامر به من صدمات.
-لماذا نلاحظ خروج الأطفال من تحت الأنقاض وبعد ساعات طويلة من الاحتجاز أسفل الأتربة والصخور مذهولين فاتحين أعينهم ولا يبكون؟
أول أعراض الصدمة النفسية هو اتساع بؤرة العين ووقوف شعر الرأس، ويكون الطفل صامتا مذهولا لا يتكلم، وما نراه ظاهراً على أطفال الزلزال الناجين يعبر عن الصدمة النفسية التي تعرضوا لها بالأساس.
-هل تختلف أعراض الصدمة النفسية من طفل إلى آخر؟
تختلف أعراض الصدمة النفسية من حدث إلى آخر وحسب ما مر به الطفل بالفعل خلال هذه الصدمة، كما يختلف بناء على شخصية كلّ طفل وبنيته النفسية التي تتبع للبيئة التي نشأ فيها والظروف التي مر بها خلال وقوع الصدمة.
-لذا نجد أن هناك أطفالاً تلقوا الصدمة بذهول وفقد للوعي وأطفالاً تلقوا الصدمة من خلال الصمت والبكم والتبلد الكامل دون أي رد فعل، أما النوع الثالث فهم الأطفال ممن يصرخون ويبكون ويعبرون عن آلامهم.
-كيف صبر الأطفال على هذا البلاء؟
لاحظنا هدوء بعضهم وهم يجيبون
عن أسئلة المنقذين لهم؟
صبر بعض الأطفال على هذا البلاء هو ناتج عن البنية النفسية والطبيعة الشخصية لهم، فالصدمة تكون أهون على الأطفال الذين حضنهم والداهم أثناء الزلزال أو حموهم من وقوع الأحجار والأتربة عليهم، وبخروج هؤلاء الأطفال من تحت الأنقاض تكون الأعراض لديهم مختلفة عن الأطفال الذين مات والداهم أمامهم أو من كان أبواهم بعيدين عنهم.
كذلك فإن الأطفال الذين تلقوا رعاية واهتماماً وبيئة حاضنة من الأهل يكونون أقدر على تلقي الصدمة وأكثر شجاعة، أما الأطفال أصحاب البنية النفسية الضعيفة فهم يتلقون الأمر بفجع وذهول وعدم تحمل، لأن قدراتهم النفسية غير متينة لمواجهة الصدمة.
-كيف يجب التعامل مع الطفل حين العثور عليه؟
تبسم المنقذين للناجين هو ابتسامة حياة ونجاة وإنقاذ روح يتلقاها الأطفال الناجون على أنها ابتسامة تعاطف ودعم وحياة جديدة رغم قسوة ما حدث، وتعد هذه الابتسامة أولى خطوات الدعم النفسي الحقيقي ولها أثر كبير عند استقبال الناجين بفرحة رغم الحزن.
أولى خطوات الآمان، لف الطفل ببطانية لأنه يخرج من تحت الأنقاض مرتجفا مليئاً بالخوف،والشعور بالخوف يحتاج إلى الأمان.
-كما نقدم له نظرات العطف الموزونة التي فيها فرح لإنقاذ حياته والتعاطف الصامت ومنح الطفل الأمان والدعم بعيداً عن الأسئلة وكثرة الكلام، لأنه يكون غير قادر على الإجابة وغير مستوعب لما حدث معه.
بعد ذلك يتم نقله إلى مكان آمن وتفقد أي جروح وأي ألم جسدي، ثم البدء في الإطمئنان عليه وطرح بعض عبارات المساندة مثل الحمدالله على سلامتك…
“أنت موجود معنا الآن”، “نحن معك”
-لكل نوع من هذه الصدمات طريقة للتعامل معه، لكن جميعها يحتاج فيها الطفل إلى الدعم الفردي والجماعي وإتاحة الفرصة للتعبير عما حدث بشتى الطرق من خلال السيكودراما والرسم أو الكتابة التعبيرية أو غيرها.
-بالنسبة للأطفال الذين فقدوا جميع أهلهم
ماذا يجب أن نقدم لهم؟
علينا الحذر من وضع هؤلاء الأطفال في الحاضنات الجماعية المعروفة باسم “دور الأيتام”، خصوصاً في المراحل الأولى بعد إنقاذ حياتهم، بل يجب تهيئة بيئة آمنة تماماً بعيدة عن أي استفزازات أو اعتداءات أو أي نوع من أنواع العنف الممارس.
-يجب وضع هؤلاء الأطفال مع عائلات من أقاربهم أو
أي عائلة أخرى مهيأة لمساعدتهم، ومن المهم في هذه المرحلة أن يشعر الطفل بالوجود العائلي بعد فقده أهله.
وأخيراً لا تفلتوا أطفالكم من أيديكم
الحذر ثم الحذر فهم مازالوا في دائرة الخطر
أطفال الغد المشرق والمستقبل
أبناء الحياة والشباب الواعد
أمانة في اعناقنا ورسالة بيضاء وخالدة
من جيل إلى جيل
نرجو لهم السلامة ودوام الخير
تحت سقف الوطن.
#نسرين_بدور
اقرأ المزيد بعد وفاة الأميرة كاميليا الأطرش سلاف فواخرجي تتحدث عن زيارتها لها وهذا ما قالته؟