كتب/خطاب معوض خطاب
تميز عدد من الفنانين بتجسيد شخصيات فنية بتمكن واقتدار مهما كانت مساحة الدور، فربما نشاهد بعض الفنانين الكبار المعروفين الذين يؤدون أدوارا كبيرة بل وأدوار البطولة ولكن ربما لا يذكرهم الجمهور ولا يتذكر أعمالهم، والفنان محمد أبو حشيش هو الذي جسد شخصية قاطع الطريق الذي يفرض إتاوات على عابري الطريق في فيلم “سلام يا صاحبي” وصاحب العبارة الشهيرة “شخلل عشان تعدي”، وبالرغم من صغر حجم الأدوار التي كان يجسدها إلا أنها مازالت عالقة بأذهان الجمهور، حيث تخصص في تجسيد وأداء الأدوار الصغيرة، ولو قلنا إنه تخصص في الظهور كاكومبارس لما جانبنا الحقيقة لأنه فعلا لم يمثل أدوارا كبيرة.
والكومبارس “Comparsa” في الأساس كلمة إيطالية الأصل، وهي مصطلح سينمائي يطلق على من وصفوا بأنهم “أشخاص عاديون يؤدون أدوارا أو لقطات ثانوية بأجر في فيلم سينمائي أو مسلسل تليفزيوني”، ورغم أنهم قد لا تبدو لهم أهمية ملحوظة ويبقون مهمشين طوال حياتهم وربما لا تكتب أسماؤهم على التترات أو الأفيش، إلا أنهم في الواقع هم الذين يساعدون على تهيئة المناخ الطبيعي والجيد للعمل الفني، وهم يعرفون عادة بشكلهم فقط وربما يجهل الكثيرون اسماءهم، ويكاد ينحصر وجودهم على الشاشة فقط من أجل خدمة وتلميع النجوم الكبيرة داخل الأعمال الفنية، ويكاد يكون ظهورهم عابرا وغير مؤثر ورغم ذلك لا يكاد العمل الفني يكون مكتملا أو له طعم إلا بوجود الكومبارس، فهم بالنسبة للعمل الفني كالملح بالنسبة للطعام.
وحسب العديد من المصادر فقد ولد محمد متولى أبو حشيش في يوم 28 مارس سنة 1942 وتوفي في يوم 6 ديسمبر سنة 2010، وتنوعت أدواره في السينما والمسرح والتليفزيون حيث قام بالعمل فيما يزيد عن 200 عمل فني، ويكاد يكون قد تخصص في تجسيد شخصية العامل وابن البلد والعسكري والمخبر ورجل العصابات، ومن أشهر الأفلام السينمائية التي شارك فيها “خلي بالك من زوزو” و”السقا مات” و”هنا القاهرة” و”درب العوالم” و”ليه يا بنفسج” و”الشريدة” و”الكرنك” و”توت توت”، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء أنه كان من أطيب الناس على المستوى الشخصي، وأخبرني أنه كان يمتلك محلا لبيع الأحذية في منطقة شبرا الخيمة اسمه أحذية “الوردة البيضاء”.