كتب : فارس البحيري
عندما يتغير مسار الحياة بشكل غير متوقع، يتم تحديد هويتنا وقدراتنا في مواقف غير متوقعة. يستعرض فيلم “الحريفة” هذا المفهوم ببراعة، متداخلًا بين الفكاهة والدراما في قالب فني رائع.
بدايةً، يقدم الفيلم شخصية ماجد، الذي يجد نفسه فجأة في مدرسة جديدة بعد أزمة مالية تضرب عائلته. يُجبر على مواجهة واقع جديد تمامًا، حيث يتصارع مع تحديات التأقلم والتفاعل مع زملائه في المدرسة الشعبية. لكن بفضل موهبته الاستثنائية في كرة القدم، ينجح ماجد في كسب احترام زملائه ويتمكن من التأقلم تدريجيًا.
ومع ذلك، ليس الفيلم مجرد قصة عن كرة القدم، بل هو استكشاف عميق للطبقات الاجتماعية وتأثيرها على العلاقات الإنسانية. يبرز الفيلم الصراعات الثقافية والاجتماعية بين الطبقات المختلفة، وكيف يمكن للرياضة أن تكون وسيلة لتجاوز هذه الفجوات وتوحيد الناس.
بتوجيه ورؤية المخرج رؤوف السيد، ينطلق الفيلم بقوة ويأسر الجمهور بتصويره السلس وقصته الملهمة. يُظهر السيد براعته في جمع العناصر المختلفة للقصة معًا بطريقة تجعل الفيلم ينبض بالحياة والنشاط.
بشكل عام، يعد “الحريفة” تحفة سينمائية فريدة تجمع بين الفكاهة والعمق الاجتماعي، وتثبت أن الفن قادر على تقديم رسائل معقدة بطريقة ممتعة وملهمة.
يتألق فيلم “الحريفة” بفضل أداء الشباب الجديد الذين أظهروا مواهبهم المذهلة على الشاشة. من خلال أدوارهم القوية والمؤثرة، أثبت هؤلاء الشباب أنهم نجوم سينمائية مبهرة تتلألأ بالمواهب والإمكانيات.
من الصعب تجاهل تألق ماجد نور نبوي، الذي قدم أداءً رائعًا في دور البطولة، حيث نجح في نقل تعقيدات شخصية ماجد وتطورها بشكل مدهش. بجانبه، يتألق باقي فريق الشباب بأداءهم المتقن وتفانيهم في تجسيد شخصياتهم بطريقة مميزة.
إن تميز هؤلاء الشباب الجدد يعكس النهج الجديد والمنعطف الطموح الذي تسلكه صناعة السينما، حيث يتم تشجيع المواهب الجديدة وتمكينها لتحقيق إبداعاتها. بفضل هذا الجيل الجديد من الممثلين والمخرجين، يمكننا أن نتطلع بثقة إلى مستقبل السينما ونتوقع المزيد من الأعمال الرائعة التي ستلهم وتسحر الجماهير .
زر الذهاب إلى الأعلى