هناك ممثلون لا تستطيع نسيانهم رغم ظهورهم لدقائق قليلة في الأعمال قد لا تعرف أسمائهم لكنك تحفظ شكلهم وتبتسم عند رؤيتهم خاصة إذا كان الدور كوميديا.
صفا الجميل أنه الطفل صاحب أشهر غناء نشاز أو نوفل السينما المصرية وقد اشتهر بأدواره الكوميدية خاصة في شخصية الشاب المعاق ذهنيا ولكنه في الحقيقة كان غير ذلك فقد كان يتميز بالذكاء الحاد ولم يكن ابدا معاقا ولكن كان لسانه ثقيلا في الكلام فقط أثر على نطقه ولكن كلامه كان مفهوما، وقد ظنته الجماهير معاقا ذهنيا، لكنه كان ذكيا بعكس أدواره الدالة على ذلك.
ولهذا الفنان الكثير من القصص والحكايات المثيرة وهو من النجوم المنسيين في الفن ومن كوكبة الفنانين الذين أمتعونا بأدوارهم حتى ولو كانت صغيرة ولكننا لا نعرف أسماءهم الحقيقية أو في قصص حياتهم وكيفية دخولهم عالم الفن وهذا الفنان كان دائما يحبذ أن يناديه أهل الوسط الفني بـ صفصف
ويبدو أن اسم “صفا الجميل كان تميمة الحظ لكل الفنانين أولهم عبد الوهاب مكتشف صفا وكان يتفاءل به ويعتقد في أنه تميمة نجاحه وارتبط به وساعد في اكتشافه وتقديمه وكان يحب أن يتواجد صفا في الاستديو معه خلال تسجيل الأغنيات، حتى أنه ذات مرة كان يسجل أغنية، ولم تعجبه، اتصل به وأحضره إلى الاستديو.
ونفس الأمر مع أنور وجدي الذي شاركه في فيلم دهب كان يحب أن يتواجد صفا خلال تصوير الأعمال، وخلال توقيع العقود لآنه يرى أنه وش الخير عليه وأيضا الشاعر صالح جودت كان يحب أن يرى صفا في الصباح حتى يحصل على الإلهام
وبرغم أن صفا كان يظهر في مشاهد صغيرة وثانوية إلا أنه معروف للمشاهدين، خاصة الإفيه الشهير له في فيلم ” سلامة في خير ” مع الفنان نجيب الريحاني حينما كان يغني بشكل مثير للضحك
وصفا الجميل ” ممثل مصري ولد في القاهرة في ٧ فبراير عام 1907اسمه الحقيقي صفاء الدين حسين زكى الفيضي ولكنه عرف باسم صفا الجميل أو صفصف كما كان يطلق عليه زملاؤه بين الكواليس وعند جمهور المشاهدين كما اشتهر باسم نوفل وبدأ مشواره الفني في منتصف الثلاثينيات، واستطاع بوداعته وطيبة قلبه أن يستحوذ على حب زملائه وحب الجماهير، وأصبح أهم وأشهر كومبارس في السينما المصرية ،ولا تنسى له الجماهير اعماله حتى الصامتة منها فمجرد إطلالته على الشاشة تبعث على الابتسام والبهجة .
قدمه المخرج محمد كريم وأسند له دورا صغيرا في فيلم “دموع الحب”١٩٣٥ مع الموسيقار محمد عبدالوهاب و أيضا الفنان نجيب الريحاني أشركه في أفلامه وضمه الى فرقته المسرحية.
وصفا الجميل” أو “صفصف” كانت له قصص حب جميلة في خياله فقد اعلن عن حبه للفنانة ليلى مراد خاصة وأنه قد عمل معها بأعمال فنية إلا أنه عندما حاول أن يعرض عليها الزواج تذكر أنه ليس صاحب وجه جميل وخشى أن ترفضه وقد نسي حبه لليلى مراد بعدما أحب الفنانة اسمهان والتي كانت تحبه حبا شديدا وكان الحب الأبقى وقد تحطم قلبه بعد وفاتها المفاجئة في 1944، فقد كان يعتقد أنها بادلته حبًا بحب، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها في الأستوديو طوال الوقت، وعندما كانت تسافر خارج القاهرة، كانت تحرص أن تتواصل معه عن طريق الخطابات.
من أشهر الأفلام التي مثل بها “سلامه في خير”١٩٣٧ و “شيء من لاشئ”١٩٣٨ و “جوهرة”١٩٤٣ و ” أسير العيون”١٩٤٩ و “ظلموني الناس “١٩٥٠ و ” خضرة والسندباد القبلي “١٩٥١ و “الدنيا لما تضحك”١٩٥٣ و “متحف الشمع”١٩٥٦ و “مطلوب أرمله”١٩٦٥.
وبالرغم من أرشيف «صفا» السينمائي لم يتعدى ستين دقيقة علي الشاشة، موزعة علي 27 فيلماً، لكن أحداً لا ينسى ظهوره المتميز فى فيلم «دهب»، في دور «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان «شرفنطح» على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحاني في فيلم سلامة في خير و نشّز في نهاية النشيد بشكل كوميدي
كما كان الفتى الذي وضع النشادر في عينيّ فاتن حمامة في فيلم (اليتيمتان) لتفقد بصرها
أجمع أصدقاء صفا الجميل الذين اعتادوا أن ينادوه «صفصف» بأنه كان طيب القلب عزيز النفس،
وفى سؤال له هل يتضايق لآنه ليس جميل الوجه؟ رد باسما : واتضايق ليه وأضاف أنا مبسوط كده .. مش يمكن يعملوا مسابقة عن أوحش رجل في العالم وربنا يكرمني وأكسبها
وقد توفى ورحل عن دنيانا في 27 يونيو عام 1966، تاركا في رصيده الفني 30 فيلم ورغم ظهوره في دقائق قليلة لكنه كان وجها محفوظا ومحبوبا في قلوب الجماهير ورغم رحيله إلا أنه باق في ذاكرة السينما المصرية وسيظل في أذهان الجماهير التي احبته وتعلقت به