شعر وحكاياتعام
الحلو ها يعدى أمتى
بقلم الكاتب الساخر: عادل أدريس
الرفاق ..حائرون .. يتهامسون .. يتحاورون .. يتساءلون في جنون …
الحلو ها يعدى أمتي؟.
فقد اعتادت أن تخرج كل صباح تراقص الأرض وكأنها فراشة تحط هنا وهناك لتخطف العقول وتنهد القلوب بابتسامتها الراقية.
تمشى وكأنها مهر يتدلل برقة خطواته فترى شعرها يتطاير للخلف فيلامس جموع الرجال فتحزمهم بكبرياء أنثى واثقة الخطى تمشى ملكة فتراهم خلفها كالسكارى هائمون لا يعرفون إلى أين المطاف وأكم منهم من ضل طريقة فخرج المنادى له.
بالقرب من منزلها مقهى يجلس عليه خريجي أكاديمية المعاشات همهم أن يأتوا مبكرا كل صباح ليشاهدوا هذه الظاهرة الربانية وهى تخرج من شرنقتها مبكرا لتدفأ الكون برقة أشعتها وكأنها تريد أن تقول للشمس … أتحداك بسطوعي .
مر يوم وزاد يوم آخر وها قد أكتمل أسبوع ولم تهل بطلتها الباهية فتساءل الرفاق ” الحلو ها يعدى أمتي” وجاء الأسبوع التالى ولم تهل فهبطت دقات القلوب وبالكاد باتت تسمع بعدما كانت تتلاطم كأمواج البحر العاتية فتعسعسوا فعرفوا أن الحلو سافر ولن يعود قريبا.
أغلقت المقهى بعدما أنفض عنها زبائنها .
يافطة بخط كبير علقها صاحب المقهى على الأبواب
” مغلق لغاية لما الحلو يهل ويعدي “