أخبار وفنعام

عالمة الذرة و الفنانة الخائنة ..

عالمة الذرة و الفنانة الخائنة …

كتب / خطاب معوض خطاب
إغتيال أول عالمة ذرة مصرية ..
مس كورى الشرق د.سميرة موسى و علاقة الفنانة اليهودية راقية إبراهيم بحادث إغتيالها …
كانت تحلم أن تعمل شيئا من أجل مصر ، كانت تتمنى أن ترى مصر فى مكان و مكانة يليقان بها و من قتلها فعل ذلك ليقضى على أمل و حلم مصر .. ليقضى على مستقبل مصر ،
كانت تتمنى أن تخدم بلدها ، قالت أتمنى أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل العلاج بالأسبرين ، كانت تتمنى إنشاء معمل فى الهرم تجرى فيه أبحاثها لخدمة مصر و البشرية ، كان تتمنى أن تصبح مصر دولة عظمى بالعلم و تتقدم بالعلم ، قبل إغتيالها بأيام بعثت برسالة لأهلها : لقد إستطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا و عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان .
ولدت سميرة موسى يوم 3 مارس 1917م بقرية سنبو الكبرى مركز زفتى بالغربية ، حينما كانت فى المدرسة الإبتدائية مات سعد باشا زغلول ، أبوها أحضر لها جريدة تحدثت عن موت سعد لتقرأها و حينما ذهبت للمدرسة طلب منها المدرس أن تقرأ الجريدة لزملائها ، رفضت و قالت له ( أقرأ الجريدة ليه و أنا حافظاها أنا هسمع اللى فى الجريدة ) ،
كانت ذكية جدا و عندها ملكة الحفظ بمجرد مشاهدة الكلام ، المدرس نصح والدها صاحب الأملاك و قال له (بنتك موهوبة خدها تتعلم فى مدارس القاهرة) ، و بالفعل ذهب الأب الواعى بابنته للقاهرة و إشترى فندقا صغيرا بمنطقة الحسين ليستثمر أمواله و ألحق ابنته بمدرسة قصر الشوق الإبتدائية ، ثم مدرسة الأشراف الثانوية و كانت دائما الأولى .
مجموعها أهلها لدخول كلية الهندسة لكنها إختارت كلية العلوم لتدرس بها و كان أستاذها بالكلية د.على مصطفى مشرفة هو أول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم ، حصلت على بكالوريوس العلوم و كانت الأولى على دفعتها و تم تعيينها كأول معيدة بكلية دار العلوم ، حصلت على الماجستير فى التواصل الحرارى للغازات من لندن و درست الإشعاع النووى و حصلت على دكتوراه فى الأشعة السينية و تأثيرها على المواد المختلفة ، أجرت أبحاثا و توصلت إلى معادلة تمكنت من خلالها من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس و الحصول منها على قنبلة ذرية رخيصة و للأسف لم تدون هذه الأبحاث التى توصلت إليها و لم يتم العثور عليها ، قال أحد أساتذتها الإنجليز : إن تجارب سميرة موسى قد تغير وجه الإنسانية لو وجدت المعونة الكافية .
سافرت سميرة موسى إلى أمريكا للدراسة فى جامعة أوكردج بولاية تينيسى ، و جاءتها دعوة لإجراء أبحاث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسورى ، عرضوا عليها الإقامة هناك و منحها الجنسية فى مقابل أن تقوم بأبحاثها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية لكنها رفضت و قالت أنا مصرية و أبحاثى لخدمة بلدى مصر و ليس أى بلد آخر ، و قبل إنتهاء سفرها بأيام جاءتها دعوة لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا و بينما هى فى السيارة التى ستذهب بها هناك صدمتها سيارة نقل من الخلف فسقطت السيارة و داخلها سميرة موسى فى منحدر بينما نجا زميلها الهندى الذى كان يقود السيارة بعد أن قفز منها و إختفى و لم يعثر له على أثر من يومها ، حدث هذا فى يوم 15 أغسطس 1952م و كان سنها 35 سنة فقط .
ثارت أقاويل عن تورط النجمة السينمائية اليهودية راقية إبراهيم فى مصرع سميرة موسى و ذلك بالتعاون مع الموساد الإسرائيلى ، و كانت راقية إبراهيم نجمة سينمائية مصرية كبيرة و إشتركت مع محمد عبدالوهاب فى بطولة فيلم رصاصة فى القلب و غنى لها أغنية حكيم عيون لكنها تركت مصر و هاجرت لأمريكا و انضمت لممثلى دولة الكيان الصهيونى بالأمم المتحدة إسرائيل بعدما عادت لاسمها الأصلى (راشيل إبراهام ليفى) ، و ذكرت حفيدتها (ريتا ديفيد توماس) أن جدتها ذكرت فى مذكراتها أنها ساعدت الموساد الإسرائيلى فى التخلص من سميرة موسى .
لم تكن سميرة موسى الأولى و لا الأخيرة فقد قتل الكثير من العلماء المصريين فى ظروف غامضة و لم يعرف شئ عن مصيرهم ، فقط لأنهم كانوا يريدون أن تكون مصر دولة ذات مكانة ، أبدا لن ننسى سميرة موسى و لا على مصطفى مشرفة و لا يحيى المشد و لا نبيل القلينى و لا سعيد السيد بدير مع الإحتفاظ بالألقاب .
المصادر : 
جريدة البيان الإماراتية الصادرة 24 مارس 2014م .
جريدة اليوم السابع الصادرة 4 مارس 2014م .
جريدة المصرى اليوم العدد 1881 .
جريدة الوفد 29 مارس 2012م .
جريدة الأهرام العدد 46648

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock