كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضي
العدل هو غاية الرسالات السماوية،فهو أساس الحق و مؤلف القلوب إذا أقيم.
فالعدل هو تمكين صاحب الحق ليأخذ حقه ،حيث أن أمتنا الإسلامية هي أمة عدل وحق وخير،فإن العدل واسع يمتد إلى الأصدقاء، الأقارب، الغرباء، الأعداء،الضعفاء، والأقوياء،الرؤساء،والمرؤسين.
إن العدل في الإسلام ينظم كل مباديء الحياة و مرافقها و دروبها (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )،عدل الله يشمل كل حقوق العباد ،حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عادلا في جميع شئونه و أحكامه، فهو أكرم البشر و اعدل الناس،حتي عدله امتد للأعداء و الأغراب.
العدل امتد للصحابة من بعد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، إنه من الطبيعي أن ترى الصحابة في قمة العدل فهم ممكنون في الأرض و أصحاب سلطان ،فكان عمر رضي الله عنه أكبر مثال في العدل والإحسان، حيث ان عدله لمسه الأعداء و رأوه واقعا لا كلاما.
إن العدل واجب على كل مسلم يخاف الله فالأب واجب عليه أن يكون عادلا مع أبنائه و مع زوجاته، عادلا في الهبات والعطايا لأنه إذا أنعدم العدل فسوف ينتشر الحقد والحسد والبغضاء و الشرور والفتن.
الزوج لابد أن يكون عادلا مع نسائه ،فظلمه لواحدة من زوجاته لايجوز.
يمتد العدل هنا فيشمل العدل في العمال والخدمات فلا يجوز ظلمهم و لو كان غير مسلم.
فالواجب على كل مسلم أن يكون عادلا حتى آخر لحظة في حياته وآخر نفس من أنفاسه، فإن ساد العدل فسوف تحفظ الحقوق و ينصر المظلوم، وحينما يختفي العدل فإن الناس سوف تقع تحت وطأة الحقد والضغينة، فالعدل قوام الحياة المستقيمة.
ولإقامة العدل في مجتمعاتنا لابد أن نعدل في أنفسنا أولا في ذواتنا و أولادنا ونسائنا في المدارس مع الزملاء ومع الاعداء،لأن العدل قوامة كل شيء سليم.