شعر وحكاياتعام
قرأت لك….
بقلم: لميا مصطفى
حين يأخذك الكاتب بفكرك واحساسك لينقلك إلى عالمه، عالم غابرييل غارثيا ماركيز
بروايته الشهيره’الحب في زمن الكوليرا’ لتجد أن الكاتب قد استفاض في سرد الأحداث
الخاصة بكل شخصية في الرواية ليشركنا معه وكأننا أفرادا تتواجد في كل مكان في الرواية نجوب دون خجل أو حرج في كل رواق من أروقة كل منزل ومكان يزرعنا فيه,حيث أن السرد المُفصل الذي اعتمد عليه الكاتب منحنا عينا ذات رؤية خاصة تستطيع
أن ترسم كل حدث على الورق بدلا من الكلمات التى صاغت الرواية ببساطتها في أغلب الأحداث،غير أن في بعض الصور التى فصلها لنا الكاتب تحتوي على بعض كلمات رصينة مثل(شمّت السُتره) و ( خوان الزينه)والتي تزيد القارئ من ثروته اللغوية ليس إلا.
أما فكرة الكاتب فهى فكرة كل العالم وكل الأزمان،ولكن ارتباط كل اثنين مُحبين أي القليل منهم بل النادر في بعض الروايات العاطفيه التي تنتهي بالزواج بعد ثلاثة وخمسين سنة وستة اشهر وأحد عشر يوماً بلياليها ظل المُحب وهو فلورنتينو إريثا يجوب الرواية
والأماكن ويُصر على عزف الكمان بمقطوعة الشهيرة التي كانت العلامة المميزة بينه وبين محبوبته وهى بطلة الرواية فيرمينا داثا أو كما اسماها ” الربة المتوجة ” وكأن
من شدة حبه لها جعله يتأكد أن للدنيا ربا في السماء وربا في الأرض واستطاع أن يمتلك الشخصيات بأحداثها دخولاً وخروجاً من الروايه وخاصة الشخصيات التى تعّرّفعليها فلورنتينو على مدار الرواية يبحث خلالهم على الحب ولكنهم كانوا بمثابة المُسكنله،وقد تمكن من توصيل مشاعر الشخصيات التي اختلفت على مدار خمسين سنة وخاصة في الشخصيات الرئيسية للرواية فاستطاع توضيح مدى الصراع النفسي صعوداوهبوطا به على مدار الرواية وخاصةً عند وفاة زوج فيرمينا داثا وهو الدكتور خوفينالأوربينو حيث بدأت أرملته في صراع بين الصديق الذي ظل مُحافظاً على حبه لها وبينأولادها اللذين أنكروا هذا التقرب وقد اعتبرته تدخلاً سافراً منهم في حياتها بعد كل هذاالعمر،وأتت الخاتمة من أجمل ما يكون حيث اختفت كل الشخصيات وبدأ يرسم نهاية رومانسية أكثر منها مقبولة حيث رسم مشاهد السفينة وأحداثها وكيف أن الحل جاء بمحض الصدفة وكيف كان راقياً في تصرفه حين أمر قبطان السفينة بإخلائها وكأنهم اكتشفوا وباء الكوليرا على متن السفينة حتى يُهدأ من خجل محبوبته من كثرة من استقلوا السفينة وقلقها من أن أحداً يتعرف عليها، فكانت فكرة ذكية للفوز بحياة جديدة مع محبوبته ذهاباً وإياباً في النهر … مدى الحياة (كما قال لها ).