« التغيير »
بقلم/محمد ماهر شمس.
الحركات الاصلاحية التى شهدتها الإنسانية كانت تواجه دائما بمحاولات التشكيك فى نواياها وأشخاص القائمين بها بل وفى نتائجها وليس أدل على ذلك من الدعوات الإصلاحية للأنبياء والرسل وآخرهم صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..تذكر ماحدث لهم من اضطهاد وتعذيب بل وقتل .. عادة هذه الحركات تقوم بها قلة لا سند لهم سوى إيمان راسخ بضرورة التغيير والخروج من الأفكار والقيم وممارسات الجاهلية البالية التي لا تتفق مع منطق أو عقل إلى مجتمع تسوده قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة..وأنصار الإصلاح عادة يدفعون ثمن تجرؤهم على تغيير الواقع من فئة تناهض التغيير للحفاظ على مصالحهم دون اعتبار لنبل الأهداف والقيم التى يدعو لها الاصلاحيون..لكن رغم ذلك فإن التاريخ أيضا يقر بأن هذه الدعوات الإصلاحية وإن تم القضاء عليها في مهدها من الفئة المناوئة للتغيير ، فإنها تكون بمثابة الرماد الذي يشتعل بعد فترة معلنا عن بداية مرحلة جديدة من بناء الإنسان والمجتمع على قيم إنسانية جديدة .. وعندئذ يرفع التاريخ قدر أصحاب المبادئ النبيلة بينما يضع المناوئين لهم في أسفل سافلين ..الثورات ماهى إلا تجسيد للأفكار الإصلاحية لأنها خروج الجماهير على فساد الواقع والظلم والشعور بالتهميش والرغبة في تأسيس مجتمع المساواة والعدل..وقد تفشل بعض الثورات في تحقيق النجاح بسبب عوامل مختلفة منها صراع القائمين بها وانحرافهم عن مسار الثورة وأهدافها النبيلة ، وبعدهم عن الظهير الشعبي ، ثم نجاح المقاومين للثورة فى محاولة اجهاضها وتكريس نفوذهم واوضاعهم…لكن على الرغم من قتامة الصورة إلا أن الحركات الإصلاحية والثورية تنهض من جديد ويشتد عزمها إن توفر في أصحابها الصدق والنقاء الثوري لأن سنة الله في خلقه أن ينتصر الخير والحق على الشر والباطل..أنظر إلى قوله تعالى فى كتابه الكريم..” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق “..صدق الله العظيم