كتبت/ صفاء القاضي
الذكاء هبة الخالق يتميز بها بعض الناس دون غيرهم, فيكتسبون منها مكانة متميزه ومرموقه في المجتمع ولا بد ان يتميز صاحب الملكة العظيمة والنعمة الجزيلة عن أقرانه في كل عمر ويظهر ظهورا لائقا مفتخرا بعقله الذكي الذي حباه الله إياه وكأنه تميز به خاص به وحده , ونجد دائما فئة الأذكياء قليلة بل نادرة فهم دوما أقل في العدد من أقرانهم متوسطي الذكاء أو هؤلاء الذين يفتقرون تماما للذكاء , والتعامل مع الذكي يكسبك انبهارا بل ويجذبك إليه بجاذبية غريبة ويدخل عقلك في دائرة مغلقة من التفكير فهل الذكاء مصنوع ؟ ام أنه هبة ؟
وهل نسعى إليه سعيا حثيثا لنصل الى قمته ؟ ام انه صفة مكتسبة لا تأتي بالسعي كالموهبة مثلا وما هو الذكاء ؟ ولماذا جعل الذكاء هذا الشخص يلمع ويبرق مثل مصباح قوي او نجمة في عتمة ليل الدجى
كلها اسئلة قد تفضي بنا الى نوع ما من الذكاء لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة من هم أصحاب الذكاء الحاد ؟ وهل لهم صفات خاصة تميزهم ؟
كثير من الصفات ذكرت على أنها صفة لأصحاب الذ كاء الحاد لكن الدراسات لم تثبت ذللك بشكل قوي الا من خلال مجموعات تجريبية واستطلاع النتائج عليها لكن الذكاء لا يوجد له مقياس فعلي يقيسه او يزنه او يحدده لكن بالأحرى فهي صفة لا يستطيع أحد ادعائها او تمثيلها فلا يمكن ان يأتي أحدهم ليوهمك انه ذكي مهما حاول واجتهد لذللك .
وهناك ايضا الحدس والبصيرة وغالبا الشخص الذكي يكون عنده الحدس عاليا والبصيرة قوية
وقد يعطى الشخص الحدس ويكون مفتقرا الى الذكاء لكنه لا يعطى البصيرة فهي لازمة مخصصة مع الذكاء الحاد.
كثير من الدراسات قرنت بين صفات معينة تميز أصحاب الذكاء الحاد منها مثلا كثرة السهر والنشاط ليلا , وايضا الخط السئ كان من ضمن هذه الصفات وهذه بشرى جميلة لأصحاب الخط السئ أنهم من الأذكياء .
وهناك صفات جسدية تخص عرض الجبهة او العيون اللامعه وغيرها لكن الصفات الجسدية لم تحقق دليلا حاسما فلكل قاعدة ما يشذ عنها ويعاكس اتجاهها .
إقرأ المزيد أ-ب تدريس
الذكاء لا يرتبط بالدراسة فليس دليلا على أن اصحاب الدراسات العليا او الكليات العلمية انهم يمتلكون ذكاءا حادا بل أنهم دوما يفتقرون الى الذكاء في نواحي حياتهم مثل الذكاء الاجتماعي او السياسي او في حياتهم الاسرية او حتي في نطاق الحياة العملية فالدراسة شئ والعمل شئ آخر .
وأصحاب الذكاء الحاد فئة محسودة من الآخرين ومن المجتمع وربما كان دوما حظهم من النجاح أقل لكنهم دوما يتعرضون الى نظرات الغيرة والحسد والإنبهار .
والآن انتشر الذكاء الاصطناعي الذي تعلمته الألة وصنع فيها فجاء الحاسب الألي وأجهزة الحاسبات واجهزة الاتصالات الخلوية بذكاء حاد بل وكامل وذاكرة لا تخطئ وانجاز للعمل في أقصر وقت بأدق الطرق فخفت الذكاء البشري وانبهرنا بالذكاء المصنوع الحاد جدا الذي أثر علي مستويات الذكاء لدينا فأصبحنا نعتمد على الآلة الحاسبة ووقف العقل
فالرياضة الذهنية هي بمثابة تدريبات تقوي العقل وتبني الخلايا حرمنا منها واعتمدنا على الآلة
وها هو الحاسب الآلي النشط يأتي لنا بالذكاء الحاد بسهولة ويسر ويقدمه لنا بضغطة زر وعلى صينية من ذهب فتوقفت العقول وخفت الانبهار وماتت الرغبة في الحصول على الذكاء.
لكن هذه الأجهزة وان ملكت الذكاء فهي تفتقر الى الحدس والى البصيرة وينعدم فيها التخاطر
فالذكاء روح وعقل امتزجا في جسد , ولكن الذكاء الاصطناعي وان اكتسح العالم لسهولة الحصول عليه لكنه افتقر الى الروح وافتقر الي العقل البصير
كلنا نتمنى الذكاء بل ونحلم به ان يكون في أبنائنا الصغار من قبل ان يولد الطفل تمنيناه ذكيا جميلا فهي هبة عظيمة تمنح صاحبها النجاح والتميز والرقي وتمنح البشرية عقلا جديدا قد يأتي باختراع او بنظرية او ينظم ويقود وطنا بطريقة يتعجب منها الجميع .
انه الذكاء منحة وملكة وهبة تعطى من عند الخالق وربما استطعنا تنميتها او صناعتها لكننا لا نستطيع ادعائها او منحها لمن لا يستحق .