شعر وحكاياتعام

مشهد أخير


مشهد أخير


قصة قصيرة

عبد العزيز موسى


زجاجة خمر..
وفاتنة في الثلاثين من عمرها..
وشقة فارغة في صحراء نائية..
وموسيقى هادئة..
وبعض الشموع الحمراء..
وسكين حادة تلمع بجانب أحد الأركان….
لازال هناك متسع من الوقت لتدارك الأمر..كلاهما يعلم أن هذا المشهد بالإمكان تغييره…نظرت اليه والى النصل اللامع…نظراتها تقول لاتفعل…دعنا نمضى في سلام..كنت تعلم أنى احبك انت..لكنها نزوة..اقسم لك لم تكن الا مرة واحدة…لم اكن واعيه…..اشعل سيجارته الخامسه ونظر لساعه الحائط التى تطلق تلك التكات البغيضه لعقرب الثوانى…لقد تأخر صاحبك…أأنت واثقه من انه سيحضر…أومأت برأسها…نعم…
مع اخر حرف انطلق رنين هاتفها..هو يتصل…أشارت اليه انه يقترب…قام من على مقعده ليتوارى خلف احدى الستائر مع صوت محرك سيارة يتوقف بالخارج.
طرقات خفيفه على الباب..فتحته واذنت للطارق بالدخول..دعته للجلوس..وصبت له كأسا من الزجاجه..التفت الزائر بغته فالتمعت في عينيه السكين نظر إليها كأنه يسأل ما الأمر..أشارت الى احدى الستائر. فهم الأمر…ناولها الكأس بعد أن افرغه في جوفه دفعة واحدة وأشار اليها بأن تعيد الكرة..قام واتجه إلى السكين تناولها في يده قربها من عينيه قائلا…ألم تكن هناك وسيله افضل من السكين..طريقه بدائيه في الإنتقام والقتل..تحرك خطوتين ليقترب منها وعينيه لا تفارقان الستارة ومن خلفها..أشك أنك من اردتى قتلى..فالقتل بالسكين يمنح المقتول فرصه كافيه للشعور بالألم والعذاب مع كل طعنه وكل دفقة دم…وانت لاتمتلكين القدرة ولا الشعور على فعل ذلك..اظن انه؟…وقبل أن تكتمل عبارته التى كان يقصد بها إثارة المختبئ خلف الستارة..كان قد تحرك ليتواجه ثلاثتهم فى هذه الغرفه الصغيرة فى شقه خاليه بمنطقه نائيه..اشبه بفيلم ابيض واسود قديم بطلته امرأة لعوب تعزف على أوتار الحرمان فى الذكور لاتكتفى بالحب ولا بالارتباط..لديها نهم غريب فى رؤيتهم يتصارعون من أجلها كما تفعل ملكه النحل التى تقتل ذكورالنحل  فور التلقيح…أحبها شاب ثرى سال لعابه امام فتنتها الطاغيه…ولم يستطع مقاومة اغرائها الزائد ولم ينتبه للشباك التى نسجتها ببراعهِ انثى عنكبوت متمرسه تبنى بيتها على أنقاض الذكر…منحها اسما فى المجتمع الراقى ورصيدا في البنك وأصدقاء من طبقه لم تحلم بالوصول اليها يوما ما..المشهد الأخير في هذا الفيلم يحمل صورة لرجلين احدهما تلقى طعنة سكين والآخر اصابته طلقه رصاص فى القلب..وانثى ثلاثينيه تضع ساقا على أخرى وترتشف اخر ما تبقى في زجاجه الخمر وتتمايل فى نشوة عجيبه على انغام الموسيقى الهادئه التى تملؤ فراغ الحجرة…فى انتظار صيد جديد .



إقرأ أيضا
فلسفة قلم
مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock