كتبت / هبة عبد الجواد
مهندسة وإعلامية
إذا كانت ألقراءة غذاء الروح فالموسيقى غذاء العقل
ربما يشعر البعض بغرابة التعبير هل الصخب وأصوات الموسيقى المزعجة أحيانا باتت علاجا للعقل ؟! نعم هى علاجً فى بعض الأحيان وغذاء فى أحيان أخرى .
معظمنا إن لم يكن جميعنا نستمع للأغاني ونختارها وفقاً للحالة المزاجية التى نحيا بداخلها سواء كانت تعبر عن سعادة تغمرنا أو حزن يجتاحنا.
وهنا نجد أن الأغانى وكلماتها ومايصحبها من ألحان موسيقية تعتبر سلاحا ذي حدين ،ففى حالة الفرح والسعادة والاستماع لموسيقى تدعم هذا المعنى بداخلنا وتؤثر إيجابا على عقولنا وهذا الحد النافع والمفيد أما فى مرحلة الحزن فلا ينصح أبدا بالاستماع لأغاني وألحان تحمل معانى الشجن لان هذا بعينه الحد السيء فهناك دراسات أكدت على هذا المعنى والنصيحة دائماً ابتعد عن كل مايثير مشاعر الحزن خصوصا الاغانى وهذه الألحان الحزينة .
وهنا دعونا ننتبه أإلى هذا الحد تستطيع الموسيقى فى التأثير علينا سلبا وإيجابا ؟! وهل هذا هو فقط دورها فى انها تتحكم فى الحالة المزاجية لنا ؟!
حقيقة ليس هذا وحسب ،فمؤخرا اجتاحت الموسيقى مجالات العلاج المختلفة لتستخدم تارة فى العلاج النفسي وتارة اخرى فى العلاج العضوى فنراها فى علاج حالات التوتر وتحفيز الذاكرة وارتفاع مستويات التركيز بل والذكاء والأكثر دهشة لى أنها تساعد من يعانون من فقد القدرة على التحدث والنطق لاستعادة قدراتهم على التواصل مرة أخرى مستخدما فيها المعالج مايسمى باللحن الموسيقى لتحفيز مناطق بالجزء الأيسر من الدماغ .
وهنا يكمن سر توحد المزاج لرواد منطقة الحسين بقاهرة المعز فاتحداك أن ترى سوى الابتسامة مرسومة على وجوه الجالسين على مقاهى خان الخليلى نجيب محفوظ ،الفيشاوي ومثيلاتهم فتتردد النغمات ويهيم الجميع فى أجواءالطرب هناك . ذكاء مصرى معهود يغذون العقول يستقطبون الأرواح يحركون الطاقات الإيجابية بعفوية مصرية تعزف أنغامها كسيمفونية مميزة .
ولكل منا لحنه المميز الذى يلامس روحه فلا مانع من ان تخصص للحنك وقت لاستماعه فوداعا لخرافة الصخب والإزعاج غذوا أرواحكم وظفوا ألحانكم بما يضفى على عقولكم ونفوسكم إيجابا وليس سلباً حفزوا ذاكرتكم طوروا عقولكم استفيدوا فقليل حتى من الموسيقى.
فالموسيقى علاج وإبداع .
رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى على