كتبت / إسراء أحمد محجوب
وحى لقمان تعتبر نموذج مشرف للمرأة العربية فى الوطن العربي، رغم معاناتها من المرض إلا أنها أصرت على استكمال مسيرتها العملية والتعليمية، ولم تكتف بذلك، بل أصبحت من النماذج التى يحتذى بها فى الوطن العربي، وعلى الرغم من أنها ليست ممن يقوم بنشر كل ما يتعلق به على منصات التواصل الاجتماعى إلا إنها لفتت الأنظار بحبها لعملها واعتلائها أعلى مراتب العمل.
مشوار وحي لقمان أستاذة القانون
ولدت وحي لقمان مريضة بمرض يصعب تشخيصه فى العين، فى بداية الأمر اكتشفت المرض بأنها كانت لا ترى الألوان بوضوح كاف ولا تقرأ بسهولة ومن هنا بدأت معاناتها من المرض التى كانت تعتبر كفيفة لا ترى الأشياء بوضوح.
عانت كثيرا فى مرحلة التعليم حيث كان يخاف والداها من التحاقها بالمدارس فمن الممكن أن يرفضونها، وفى مرحلة التعليم الثانوي أغلقت الكثير من الأبواب أمامها، وتقدمت للكثير من المدارس التى كانت ترفضها نظرا لأنها كفيفة، ولكن لم تيأس من رحمة الخالق وبدأت تدق جميع الأبواب لعل أحدها يُفتح أمامها برحمة الله الواسعة.
وبالفعل وافقت مديرة مدرسة التعليم الثانوى بالتحاق وحي لقمان كطالبة منازل ومن هنا بدأت مسيرتها التعليمية لتضع قدمها على أبواب الجامعة وتتخرج من الجامعة أستاذة قانون يحترمها الجميع.
طفولة وحي لقمان
كانت طفولة غير عادية كانت لا تشغل بالها بالعرائس ولعب الأطفال، كل ما كان يشغلها هو القراءة، وكانت تضطر للقراءة تحت أشعة الشمس الحارقة لاكتساب مزيد من العلم.
دعم عائلة وحي لقمان لها
كانت العائلة تدعمها فى كل شئ على الرغم من صعوبة الأمر إلا أنهم أصروا لسفرها إلى بريطانيا ولكنها رفضت، وأصرت أن تستكمل حياتها وخطواتها على أرض بلادها، فالحلم حلم داخل البلد وليس خارجها، وقررت مواجهة جميع الصعاب لتصبح الآن الدكتورة أستاذة القانون وحي لقمان.
وكان والدها يعرف مدى شغف ابنته بالقراءة على الرغم من ضعف نظرها الذى يكاد يكون غير موجود، فكان يقوم بتكبير خطوط الكتابة فى مكتبة المنزل من أجلها.
ولن ننسى دور سكرتيرة الدكتورة وحي لقمان التى كانت ترافقها فى جميع متطلبات حياتها.
صعوبات واجهت وحي لقمان فى التعيين فى الجامعة
عندما تخرجت من الجامعة وسافرت بالخارج للحصول على الدكتوارة، وعادت بعد حصولها على الدكتوارة،أبدت رغبتها فى العمل داخل الجامعة، وبالفعل تقدمت بأوراقها إلى الجامعة لتعيينها ضمن أعضاء هيئة التدريس، وبالفعل حققت حلمها وأصبحت ضمن هيئة أعضاء التدريس.
وتتذكر الدكتورة وحي كلام عميدة الجامعة وقتها عندما تقدمت بأوراقها لها، وذهبت لإجراء المقابلة الشخصية فقالت لها” لقد التقيتك كإجراء روتيني اعتقدت أنه سينتهي بدون نتيجة ولكنك جديرة بأن تكوني إحدى عضوات هيئة التدريس بالجامعة”
ومن هنا بدأت عملها بالتدريس وتربطها علاقة جيدة جدا بطلابها فى الجامعة.
طموحات وحي لقمان
تطمح أن تحصل على المزيد من الشهادت والدكتواره لتضيفها إلى ملفها الأكاديمي.
أكثر ما يسعدها جملة” عندما تلتقى الدكتورة وحي لقمان لا تشعر أنها فاقدة للبصر”
وأكثر ما يحزنها أنها ترى فاقد البصر فى بلدها مهدورا حقه، ولا يحصل على الرعاية الكاملة ليصبح شخصا متوازنا فليس كل منا قادرا على تحطيم العقبات وتحقيق الأحلام.