جمعية سحر الحياةصحتك بالدنياعام
حكايات من بهية “الحكاية الأولى”
بقلم إيناس رمضان
“سوسن “التقيت بها في مؤسسة بهية لعلاج سرطان الثدي منذ عدة شهوربرفقة ابنتيها جذبتني إليها بابتسامتها الرقيقة الهادئة رغم الحزن الكامن في عينيها.
كانت تحيط نفسها بسياج من الصمت ، هذا ظاهر الأمر ولكني أدركت أن بداخلها حوار نفس متواصل وفكر لا ينقطع أقتربت منها أكثر لأتعرف عليها
“سوسن عباس” من محافظة دمياط أم مصرية اكتشفت ظهور جسم غريب بالثدي وأدركت بالفطرة أنه غير حميد ولكن ماذا فعلت؟ وكيف تصرفت؟ ولمن لجأت؟
تساؤلات عدة كانت تجول بذهني وأنا استمع إليها ولكنها قرأت ما يدور بخاطري لتجيب على كل هذه التساؤلات بكلمة واحدة لقد كان” الصمت” اختياري فلم أخبر أحد وتحملت الألم وصرت شاردة الذهن طوال الوقت فقد كنت أخشي أن تكون نهايتي مشابهة لنهاية صديقة مقربة لها مرت بنفس التجربة في دمياط فرفضت العلاج هناك وقررت ألا أخبر أحد، ليس هذا وحسب وإنما أضافت كنت أشفق على أبنائي من الألم وحدثت نفسي إذا كان لا مفر من الموت فليكن في صمت ولا أري في عيونهم حزن أو خوف من الفراق فقد كان هذا بالنسبة لي أشد قسوة من المرض.
ولكني اكتشفت فيما بعد أنني أخطأت في حق نفسي!
سوسن تحاملت على نفسها ما يقرب من عام أو أقل بقليل إلى أن تمكن منها المرض الشرس وهي في حيرة من أمرها.
ليحسم القدر تلك الحيرة وتلتقي بصديقة لها من القاهرة وهي في زيارة لأحد أقاربها في بورسعيد فتقرر أن تلجأ إليها وتبوح بسرها دون مقدمات فقد وهنت قواها ولم تعد قادرة على تحمل عبء تلك المعاناة النفسية والجسدية فأخبرتها وقد أدركت صديقتها أن سوسن في خطر فبادرت بالاتصال ب “مؤسسة بهية ” وحجزت لها وما أن وطئت قدامها تلك المؤسسة شعرت براحة وسكينة وكأنها وجدت أخيرا طوق النجاة وسط تلك الأمواج المتلاطمة.
لا تعلم ما حدث بالضبط بداخلها عند تواجدها في بهية ولكنها أخذت قرارا أن تبدأ رحلة العلاج هناك وكانت تدعو الله أن يتوفر علاجها وألا لن تعالج فيستجيب لها الرحمن الرحيم لتبدأ تلك الرحلة ويا لها من رحلة شاقة قد تخور قواك بين لحظة وأخرى…..
ولكنها لم تستسلم خاضت مرحلة العلاج الكيماوي المريرة وتعرضت للاكتئاب عدة مرات وتم إجراء العملية واستئصال ثدييها وقبل أن تستسلم للإكتئاب مرة أخرى كان الدعم النفسي بالمؤسسة له رأي آخر ولم يترك لها الخيار هذه المرة وساهم بشكل واضح في أن تتخطى تلك المعركة وتتغلب على كل العوائق التي وجهتها لترى بعد ذلك الوجه الحقيقي لتلك السيدة وشتان بينه وبين الوجه الذي رأيته أول مرة فقد استأصلت الورم الخبيث واستأصلت معه أمور عدة لتصفو نفسها ويطمئن قلبها فلم تعد خائفة أو قلقة كما كانت وإنما أدركت أنها قادرة على أن تعبر أي محنة تتعرض لها وتتغلب عليها مهما كانت بل وأخذت تدعو ابنتيها وكل إمرأة أن تطمئن على نفسها ولا تنتظر ظهور أعراض وألا تخشى المرض إن وجد طالما هناك مستشفى مثل بهية تقدم كافة الخدمات بمستوى راقي.
لم تعد الابتسامة تفارق سوسن الآن رغم أنها في انتظار جلسات الإشعاعي و بداخلها أمل في الشفاء والعودة للحياة من جديد والفضل بعد الله سبحانه وتعالى لمؤسسة “بهية”
وإلي لقاء آخر وحكاية جديدة من “حكايات من بهية”