بقلم الكاتبة: جهاد مجدي
وصلوا جميعا الى فيلا البحيري و استاذن عمرو و رحل على وعد ان يكون مع صديقه في اليوم الثاني من اوله دخلت فريدة الفيلا و دخل ورائها حسام ……….
حسام بصوت مرتفع الى حد ما ” دادة كريمة …..دادة كريمة “
جاءت كريمة مسرعة على صوت حسام ” ايوة يا حسام يا ابني في ايه “
وجهت كريمة نظرها الى فريدة ثم نظرت الى حسام ……
حسام ” من فضلك يا دادة خدي فريدة و وريها اوضتها عشان ترتاح شوية بكرة اليوم هيبقى طويل “
كريمة ” حاضر يا ابني من عنيا اتفضلي يا بنتي “
فريدة و قد تجمعت الدموع في عينها ” معلش ممكن اشوف بابا الاول “
حسام ” خلاص اتفضلي انتي يا دادة و انا معاها “
و صعد كل منهما الى الدور الثاني و توجها الى الغرفة التي يرقد بها اسماعيل بمجرد ان راته فريدة هرولت اليه و ظلت تبكي بشدة و تقبل يده و راسه و تحدثه و كانه يسمعها و لكن بصوت لا يسمعه احد رأف حسام لحالها و منظرها كثيرا فذهب اليها و ربت على كتفها ……
حسام ” لو سمحتي كفاية كدة تعالي عشان اوريلك اوضتك “
قامت فريدة مع اخيها لتذهب الى غرفتها و بمجرد ان دخلت الى الغرفة و اغلق الباب عليها احست بوحدة و غربة و هذا الذي يدعى اخيها لم تشعر منه باي نوع من انواع الحنان فليس هذا الذي كانت تنتظره منه في هذه اللحظة الصعبة و كانت تحدث نفسها و دموعها لا تتوقف عن الانهمار و لا تجف حتى وجدت محمولها يرن برقم باسم (حبيبة كانت جارة فريدة و تكبرها بست سنوات )
فريدة ” الو “
حبيبة ” ايوه يا ديدة البقاء لله يا حبيبتي والله لسه عارفة دلوقتي “
فريدة بانهيار كانها كانت تنتظر مكالمة حبيبة لها لتبوح لها بكل ما يخفيه صدرها ” بابا مات يا حبيبة خلاص مبقاليش حد خالص انا ليه بيحصل فيا كل ده انا عاوزة اموت زيهم “
حبيبة بدموع لحال صديقتها ” استغفري ربنا يا فريدة مينفعش تقول كدة حرام “
فريدة ” استغفر الله العظيم يا رب ….استغفر الله العظيم يا رب “
حبيبة ” انتي في البيت دلوقتي انا ممكن استاذن ادهم و اجيلك و ابات معاكي “
فريدة ” لا انا هنا في فيلا بابا “
حبيبة ” ايه ده هو اخوكي عرف “
فريدة ” اه عرف بس حاسة انه مش طايقني بيعاملني زي ما يكون مغصوب انه يخليني اعيش معاه عشان دي كانت رغبة بابا الله يرحمه “
حبيبة ” يا بنتي طبيعي بعد كل المفاجات اللي حصلت له النهاردة طبيعي يكون مش مظبوط … فجاة يكتشف ان باباه كان متجوز على امه و ليه اخت و بعد كدة باباه مات …اي حد مكانة كان لازم يحصل له كدة “
و عندما انهت فريدة مكالمتها سمعت صوت مرتفع ياتي من الاسفل فنزلت مهرولة الى الاسفل و نبضات قلبها تتسارع و هي خائفة و عندما وصلت لمنتصف السلم رات اخيها يتشاجر مع فتاه و كانت الفتاة تلبس بلوزة بدون اكمام و بنطال ضيق يفصل جسمها بشدة و بينما هي متعجبة من هذا الموقف افاقت من شرودها على صوت بيري و هي مصوبة نظرها تجاه فريدة و هي تقول ” الله الله بقى هي دي اللي سعادتك قافل موبايلك و مش بترد عليا بسببها يا حضرة الضابظ …. بس ذوقك بقى بلدي اوي “
حسام بانفعال ” بس بقى يا بيري عاوزة تسمعي بهدوء اهلا و سهلا مش عاوزة تخرجي برة البيت ده من ساعة ما جيتي عمالة تزعقي و ترمي عليا اتهامات بقالي ساعة بقول لك بابا ماااات افهمي بقى “
صدمت بيري و تصنعت الحزن و قالت باسلوب ملتوي ” حبيبي انا اسفة والله حقك عليا
ثم اعادت نظرها الى فريدة و قالت ” بس برضو ماقلتليش مين دي ؟”
حسام ” فريدة اختي من بابا “
اندهشت بيري و نظرت الى حسام الذي توقع سؤالها و قال ” بعدين يا بيري هفهمك كل حاجة “
في اليوم التالي في مدافن عائلة البحيري ذهب حميع الاهل و الاحباب لتوديع هذا الرجل الصالح و بعد رحيل معظم الناس لم يبقى في المكان سوى حسام و بيري و فريدةو معها صديقتها حبيبة و عمرو ………………
ظلت بيري تحاول التقرب من حسام و الامساك بيده و لكن حسام نبهها الا تفعل ذلك ………
اما فريدة ظلت تبكي و هي تحتضن صديقتها و حبيبة تحاول تهدئتها ………….
حسام ” يلا بينا عشان نروح “
قام الجميع و ظلت فريدة متشبثة بقبر والدها و كانها لا تريد ان تذهب وتتركه …. و لكن حبيبة قامت بسحبها …
مر اسبوع على وفاة الوالد و فريدة بدات تعتاد على البيت و لكن ما كان يحزنها هو شعورها بالوحدة في البيت منذ يوم جنازة والدها لم تجلس معه و دائما يكون في عمله لم تكن تتحدث سوى مع دادة كريمة ……..
فريدة ” صباح الخير يا دادة “
كريمة ” صباح النور يا بنتي احضر لك الفطار “
فريدة ” لا يا دادة مليش نفس “
كريمة ” يا بنتي انتي من ساعة ما جيتي و انتي مش بتاكلي كويس حتى خسيتي عن ما جيتي اول مرة “
فريدة ” معلش يا دادة انا طالعة اوضتي “
كريمة ” طيب بس اعملي حسابك هتتغدي كويس حسام هيجي عالغدا النهاردة “
لم ترد فريدة و ذهبت الى غرفتها … كانت تقول لنفسها ” ايه اللي هيحصل يعني انا بقالي اسبوع معاه في بيت واحد عمره ما فكر يسالني انا في مدرسة ايه و لا في سنة كام و لا يشوفني محتاجة حاجة لا لا انا مشوفتهوش في الاسبوع ده غير 3 مرات بس “
ثم اخرجت مفكرتها الوردية فهذه المفكرة هي رفيقتها في وحدتها تكتب بها كل ما تشعر به و لا تستطيع البوح به لاحد فكتبت في مقدمة الصفحة كلمة ( اخي ) ” اخي …. اجبرتنا الظروف ان نعيش معا تحت سقف واحد بعد سنين لا نعرف فيها بعضنا … اصبحت الرجل الوحيد في حياتي رغم قوة قربنا اشعر اننا ابعد ما نكون عن بعضنا …اتمنى ان تكون اماني و حمايتي ليس لي احد غيرك بعد الله “
و اغلقت مفكرتها و ذهبت لتكلم صديقتها ………………….
كان حسام يمارس عمله ……. فدخل عليه عمرو ………
عمرو ” ايه يا ابني لسه القضية دي برضك معصلجة معاك … ماتسيبك منها بقى و تشوف غيرها “
حسام ” مستحيل يا عمرو لازم الاقي حل ليها و نهاية جمال الاسيوطي هتبقى على ايديا
عمرو ” طب يا سيدي عامل ايه في البيت و اختك عاملة ايه دلوقتي “
حسام بضيق ” معرفش مش بشوفها كتير اصلا “
عمرو ” طب هي في سنة كام و لا جامعة ايه “
حسام ” معرفش احنا تقريبا متكلمناش من يوم جنازة بابا “
عمرو ” طب ده اسمه كلام يا حسام تبقى عايش مع اختك في بيت واحد و متعرفش عنها حاجة …. خد بالك هي ملهاش حد غيرك حاول تقرب منها “
حسام ” مش قادر يا عمرو كل ما اشوفها افتكر اللي عمله بابا في ماما “
عمرو ” لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يصلح الحال “
في هذه اللحظة يرن هاتف حسام برقم بيري ……………..…….