كتب / خطاب معوض خطاب
جميلة الجزائرية …
المجاهدة المناضلة .. و الفيلم …
جميلة بوحيرد الجزائرية هى المرأة التى صفق لها العالم طويلا محبة و اعتزازا و تقديرا ، هى ليست مجرد اسم رنان فى التاريخ العربى الجزائرى و لكنها رمز مضئ من رموز الكرامة العربية و الحرية الإنسانية ، جميلة من أبرز المناضلات فى العالم كله من أجل الحرية فى القرن العشرين .
ولدت جميلة لأب جزائرى و أم تونسية زرعت أمها فيها حب الوطن و الإنتماء للجزائر لا لفرنسا التى كانت قد أصدرت قرارا بضم الجزائر لها و إعتبارها أرضا فرنسية و أصدرت للجزائريين بطاقات هوية فرنسية ، إنضمت جميلة إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية و إلتحقت بصفوف الفدائيين و قاومت الإحتلال و قامت بعمليات مقاومة ضد المحتل .
أصيبت جميلة بالرصاص و تم القبض عليها و حوكمت و تم الحكم عليها بالإعدام سنة 1957م ، تولى الدفاع عنها المحامى الفرنسى جاك فيرجيس الذى تعاطف مع قضيتها العادلة ، تم الإفراج عنها سنة 1962م بعد إلغاء الحكم بإعدامها و تزوجها المحامى الذى أعلن إسلامه و غير اسمه إلى منصور .
وثقت السينما المصرية لقصة كفاح و جهاد جميلة ضد الإستعمار الفرنسى بالفيلم الشهير (جميلة الجزائرية) و كان الفيلم يعرض بينما جميلة مازالت أسيرة سجن الإستعمار و نجح فيلم جميلة نجاحا كبيرا فى العالم العربى و فى البلاد التى عرض بها و تسبب فى ضجة عالمية كبرى و مثل بحق ورقة ضغط على الرأى العام العالمى لدرجة أنه بعد عرضه انهالت البرقيات على داج همرشولد السكرتير العام للأمم المتحدة (انقذ جميلة) و كان المشاهدون يخرجون من دور السينما التى تعرض الفيلم فى مظاهرات تندد بالإستعمار الذى سجن المناضلة المجاهدة جميلة بو حيرد الجزائرية و تطالب بالإفراج عنها .
فيلم جميلة الجزائرية كتب له السيناريو و الحوار يوسف السباعى ، نجيب محفوظ ، عبدالرحمن الشرقاوى ، على الزرقانى عن قصة ليوسف السباعى ، و مدير التصوير عبدالعزيز فهمى ، و إخراج يوسف شاهين ، و بطولة و توزيع و إنتاج الفنانة ماجدة سنة 1958م .
المصادر :
جريدة الإمارات اليوم 18 أكتوبر 2012م .
جريدة الشرق الأوسط العدد 127911 .