شعر وحكاياتعام
نحيب جسد
نجلاء شهاب
بخطي مرتعشة تعود سما لغرفتها، منهكة لا تزال تحت تأثير الكيماوي، لمحت وجهها بالمرآه وهي تسير لم تعد تلك الفتاة التي كانت محط اعجاب الكثيرين، صارت شاحبه اللون لا ملامح لها كعجوز بعمر الثمانين، بصعوبة تتنفس تلقي بجسدها النحيل على السرير و بذاكرتها آخر لقاء، احمد يلقي محاضرة بالجامعة، تشاهده من بعيد كي لا يلاحظ وجودها.
تدخل الممرضه تعلق لها المحاليل، لم تجد لها اي عروق لتضع الكانه، بصعوبه وضعتها،
شارده بفكرها، اعلم انني اموت، تمنيت ان أراه للمرة الاخيرة، لكي أخبره بمدى حبي له لكنني لا أريده ان يشفق عليه،لقد اعطيت لصديقتي الدبله لتخبره ان كل شيء نصيب، اعلم انه يتألم لكن حين اموت وينساني سيكون الألم أخف، ايام قليله لي وفارق الحياه، تدخل والدتها غرفتها وهي تنظر لها بكل حب ودموعها محتبسه بعينيها، هيا يا سما سنغادر الان لقد انهيت الجلسة، تستند على كتف اخوها بصعوبة، بأذنها صوت احمد وهو يغني لها كانت تحب صوته كثيرا ..تمنت لو كان بجانبها الآن وهو من تتكيء عليه .. ببطء شديد تصعد.درجات السلم، تتركها والدتها لترتاح .. سأعد لك بعض الطعام ..تتصل صديقتها تطمئن عليها ..ترد بصوت ضعيف مرتعش ..تسالها عن أحمد لتخبرها بخير ..سيأتي اليوم لزيارتك. تمسك الموبيل لتشاهد صورهم معا ..تحضنه ودموعها تنهار بصمت .. تفيق من النوم على صوت والدتها .. سما جاء ضيف لزيارتك ..يدخل احمد غرفتها .. يقترب منها .. بعيون يملؤها الحب والحنين .. لقد أخطأت هذه المرة .. المرض من عند الله سبحانه ..لن اتخلي عنك .. امسك بيدها يقول: رغم حزني وألمي مما فعلت الا انني الان ارتحت .. تبتسم بمرارة .. لا ترهق نفسك انا بتعداد الأموات. . لا تستسلمي قاومي لأجلي احبك . وبعد.مرور ساعات يغادر ويترك لها السعاده بين كفيها .
كم هي ممتنة له لقد شعرت بالتحسن ..تتمنى لو يقضي الأيام الباقية لها بجانبها تدخل امها لقد طلبك احمد للزواج .. تنهار دموعها وبحسره تبتسم انا اموت . قال انه سعود استعدي . لا تصدق ما تسمعه ، هل جن جنونه، اتفق مع امها ان يقضي بقية الأيام بجوارها.
المساء؛ يرن جرس الباب تسمع أصوات وهمهمات، جاء احمد يجب ان يراني بشكل افضل سأقوم وارتدي الفستان الذي يحبه ،واضع قليلا من المكياج لاعيد بعض الحياة الي وجهي، تدخل امها ماذا يا امي! هل جاء احمد؟ لا يا سما لن يأتي، لقد تخلى عني كنت اعلم انه امر صعب عليه، سامحيه يا امي. لن يأتي واعلمي انه يحبك .. لقد اختاره الله سبحانه اليوم الي جواره بعد ان غادر .. بحادث سيارة.
تخور قواها يحملها الاب والام ليضعها. . لا اصدق ما حدث اتمني ان اموت الان للحاق به، تبكي طوال الليل تذهب صباحا مع امها للعزاء..امه انهارت بالبكاء ..تحتضن سما ..لقد مات احمد .. كان يحدثني البارحه ويخبرني بأمر زواجكما وهو سعيد، تبكي سما بحرقه والالم يعتصر قلبها .. تمنت لو هي من فارقت الحياة ..تعود لمنزلها .. لم اعد احتمل العيش .. اتمني من الموت ان يأتي سريعا .. بعد ان كنت اتمني الشفاء ..لا حاجة لي بالشفاء .. انتظره بلهفه يجمعني الله سبحانه به بالجنه .
قصه نحيب جسد ..
كتاب المنفيون الى جانب السحاب