شعر وحكاياتعام

حفل شواء


حفل شواء


قصة قصيرة
    بقلم
        شيرين حسني

رب ضارة نافعة. كم من أيام سوداء وأسابيع مظلمة مرت للوصول إلى القناعة التامة بهذه المقولة.. 
_أعترض لم تكن مظلمة، بل متوهجة بلهيب من جحيم مستعر .. لهيب نحت ملامحك وأضفى على شخصيتك قوة ونفوذ لا يقارن..قالها ” شادو” والدي بالتبني وصاحب الفضل الوحيد في تغلبي على كل معاناتي. بعد مرور عاماً واحداً على تعارفنا.
واليوم أتوق إلى كل ما وعدني به من مفاجآت. ولعلكم تتساءلون ما الذي يعنيه اليوم لي. حسناً سأجيبكم ولكن باقتضاب فليس لدي الكثير من الوقت لإضاعته.. إنه عيد مولدي التاسع.
_يا إلهي لا أصدق أنني أخبركم بالأمر بهذه الأريحية. فأخر عهدي بالأمر لم يكن تقليدياً..
فبعد تناولي وأصدقائي كعكة عيد الميلاد توجهت لغرفتي في العلية لإحضار ما تلقيته من هدايا وألعاب؛ حتى نقضي الوقت سوياً في اللعب والمرح خاصة بعد إنشغال أولياء أمورنا في أحاديث الكبار المملة، لحظات طويلة لم أشعر بعدها إلا وقد اضطررت إلى الخلاص من جسدي بعد أن تحول إلى كتلة من لحم محترق يقطر منه الدهون الذائبة من وطأة اللهيب المسعور،، ويملأ المكان برائحة الشواء اللذيذ التي طالما أحببتها. وما إن نزلت من غرفتي حاملاً صندوق ألعابي حتى فوجئت بالقصر فارغاً من كل مظاهر الحركة والحياة.. اللهم إلا تغيظ النار وتراقصها احتفالاً بميلادنا. لقد فر كل من بالحفل رغبة بالنجاة من الموت حرقاً بما فيهم أصدقائي ووالدي. فروا وتركوني بلا اهتمام.
كم شعرت بالكره والغل وقتها وكيف لا وقد أصبحت وحيداً في قصر فسيح، مخيف، محترق. لا أجد أحد من أصدقائي الذين أحببتهم كثيراً. لم يخفف وطأة الأمر علي سوى حضور “شادو” قائد السعير.
واليوم لابد من الاستعداد فقد وعدني ” شادو ” بدعوة جميع أصدقائي للقصر وحضور الحفل،  والبديع في الأمر أنهم لن يتركوني بمفردي بعد ذلك أبدا. ألم أقل لكم رب ضارة نافعة.









للمزيد
أنا الملكة الجميلة


مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock