بالأمس كانوا هنا … الحلقة الثالثة
بقلم / لميا مصطفى
للمتفوقين،وقد قضى حوالي ثلاث سنوات ونصف بين العمل ودراسته الحرة والتى كانت أكثر صعوبة مما أشعره بالمشقة فى سنواته الأولى، وبعد أن أتم السنة السادسة كان قد اجتاز دراسته بتفوق أيضاً،فكان يشعر كلما ثقُلت دراسته أنها حرب مع الدنيا لابد وأن يكون هو المُنتصر فيها، وانتقل من عمله الأول إلى وظيفة فى إحدى شركات الأوراق المالية التي استمر العمل فيها على مدار سبع سنوات استطاع فيها أن يصل لمنصب نائب الشركة وخلال تلك السنوات كانت أخته هي التي تُذكره بمصر وكان دائم الاطمئنان بها وعلى بعض الأصدقاء المُقربين جدا إليه الذين لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة ولا شك أن شَعُوره بلذة النجاح وتحقيق الذات يُشعره بالافتخار بنفسه،كل هذه المقومات قد جعلت منه شخصية جذابه للكثير ممن تعرفوا عليه خلال غربته،وخصوصاً النساء فكان يُحسن معاملتهن وكانت له صداقات مُتعدد خلال السنوات الأخيره رجال ونساء ومع هذا لم يتحرك إحساسه لواحدةٍ منهن،فكانت محبوبته تسكن قلبه ولَم يقو على نسيانها،ثم تم ترشيحه لمنصب مرموق فى أحد البنوك لمجهوداته الملحوظة طوال السنين الماضية.
أما محبوبته فقد مارس عليها الأب سُلطته ورشح لها ابن أحد شركائه والذى كان تتوفر فيه مقومات العريس الغني والذي يوفر لها الحياة الثرية فى الصيف أوروبا وفى الشتاء أسوان وبعد فترة وجيزة تمت مراسم زواجها الذي تحدث عنه الجميع ومن أول سنة قد لاحظت بُخلِه وتقطيره عليها،ومن حينٍ لآخر يُسمعها محاضرات فى الإدخار ولكن استمرت حياتها لسنوات ولكنها لم تنجب خلالها،إلا أنها قد حملت ولكنه لم يستمر غير أربعة أشهر رأت خلالهم وجه جديد لزوجها،فكان يغضب حين ترغب فى الذهاب للطبيب للمتابعة فهو كان يرى أنها مصروفات زائده وبالتالي كان حين يعلم والدها برد فعل زوجها كان يأخذها هى ووالدتها للطبيب،مرت هكذا الأربعة أشهر حتى جاء يوم لم تقو فيه على آلامها فذهبت وحدها للطبيب وكانت فى حالة إعياء شديد حتى أنها لم تستطع أخذ سيارتها لأن زوجها أخذ المفاتيح من باب توفير الوقود وحين وصلت للطبيب لم تتحمل وتم نقلها للمستشفى وحضر والدها ووالدتها وأخبرهم الطبيب أن الجنين قد توفي مُنذ يومان فأجرى لها العمليه اللازمه وانتقلت لبيت والدها لقضاء فترة نقاهة ا،وسارت الشهور وهي تسترد صحتها شيئأً فشيئأً وسارت بها الحياة لعدة سنوات مع زوج كلما ازداد ثراءً ازداد بخلاً فكان والدها هو من يقوم بسد احتياجاتهم المادية وشراء مستلزماتها،ومع ازدياد الحياة تعقيداً فقد اتفقا على الطلاق وأصرت أن تنهى حياتها معه،والغريب أنها وجدت كل همه هو التنازل عن حقوقها مما جعلها تَشعُر بمدى دنائته، وتم الإنفصال ومرت السنين أفضل مما كانت.
أما هو فقد انخرط في عمله الجديد لسنوات وسنوات لم يخطر بباله أن يعود لوطنه حتى وبعد أن مر ثمانية عشر سنة فهو وجد في الوحدة راحته واستطاع التكيف فى بلاد أوروبا ولكن أحياناً يشعر ببعض الندم والحنين إلى مكانهم المفضل الذى كانا يتقابلان فيه،ولكنه هو قراره ثم أنه يعرف لو كان ظل مكانه ما استطاع الوصول لمثل هذه المكانة،وبعد أن أتم السنة العشرون بدأ يُحدث نفسه عن فكرة الرجوع للوطن فقد حقق أكثر مما كان يحلُم به فما الهدف بعد ذلك،ويبتسم ابتسامة فيها كثيرٌ من الندم
إقرأ الحلقة الأولى والثانية
بالامس كانوا هنا الحلقة الأولى
بالأمس كانوا هنا .. الحلقة الثانية