أخبار وفنعاممقالات

غسان مطر الكوتش

غسان مطر الكوتش


كتبت
علا السنجري


فنان صوته أجش غليظ  ، ونظارة قاتمة تخفى جزءاً من ملامحه البارزة التى اختلطت بتجاعيد شكّلتها سنوات كفاح طويلة بين  الفن و النضال ، أنه الفنان غسان مطر أو المناضل الفلسطينى عرفات داوود حسن المطرى ، الذي تمر ذكرى وفاته اليوم


غسان مطر الفنان الثائر الذى استطاع من خلال أدائه فرض وجوده كواحد من أهم أشرار السينما المصرية ، ذلك من خلال مسيرة طويلة في ٤٦ عاماً من العطاء المستمر قدّم خلالها ما يقرب من ١٠٠ عمل فنى .

غسان مطر  ولد في الثامن من ديسمبر عام ١٩٣٨ ، عاش في مخيم البداوي الواقع شمال لبنان ، وكان من الفدائيين الفلسطينيين ، عمل في الوسط الفنى فى لبنان و مصر منذ وقت مبكر ، حيث قدم العديد من الأعمال الفنية التى تعبر عن الكفاح الفلسطيني وخاصة فى السينما المصرية ، وكان عضوا بالهيئة الإدارية في اتحاد الكتاب الصحافيين الفلسطينيين بالقاهرة ، وهو الأمين العام لاتحاد الفنانين الفلسطينيين.


إقرأ أيضا

غسان مطر  كراهيته زادت لقوات الاحتلال الإسرائيلى ، بعد أن تم تهجير عائلته ضمن العائلات التى هجرت من فلسطين عام ١٩٤٨ ،  مما جعله يقرر الانضمام إلى جيش التحرير الفلسطيني ، الأمر الذي لم يحدث .

حكم عليه في سن الـ ١٦ بالسجن لمدة 3 شهور مع إيقاف التنفيذ ، وذلك بتهمة تحريض شخص أمّي يدعى “حسين الصفوي” على تفجير أنابيب البترول في طرابلس ، وكان ذلك سببًا في عدم قبوله ضمن ضباط جيش التحرير الفلسطيني .

إقرأ أيضا

غسان مطر بدأ مرحلة النضال الحقيقى عندما تعرّف على السياسى الفلسطينى «نايف حواتمة» ،  أسسا معاً إذاعة بطرابلس ، فكان «حواتمة» يكتب التعليقات السياسية ، و يذيعها مطر ، الامر الذي  اضطره إلى تغيير اسمه إلى «غسان مطر» كنوع من التمويه أو الحماية ، لأنه كان يعمل ضمن المقاومة الفلسطينية، كما كانت تربطه علاقة قوية بالزعيم الراحل ياسر عرفات ، حيث كان يقوم بنقل رسائل ذات طابع سرى إلى القيادة الفلسطينية ، حتى بعد عمله بالتمثيل .

غسان مطر خلال تلك الفترة عمل  صحفياً ومصححاً لغوياً بجريدة «النهار» اللبنانية ، ليتقدم بعدها في عام ١٩٨٢،  للعمل كمذيع في الإذاعة اللبنانية، وفي عام ١٩٨٥ دفع المناضل ثمن نضاله غاليا ً، حيث فقد أمه وزوجته وابنه فى  «حرب المخيمات» ، وصله خبر وفاة عائلته عبر إذاعة «مونت كارلو» ، تحدث غسان عن هذا الأمر مشيرا أنه كان مستهدفاً في ظل التحزبات التي كانت تشهدها بيروت آنذاك ، “كان هناك خلاف عميق بين نظام حافظ الأسد وياسر عرفات ، مضيفا انه كان جزءاً من هذا الخلاف ، حيث كان المعلق السياسي في الحرب ودائم الانتقاد للنظام السوري – موضحاً أنه كان حينها في مصر يصور مسلسلاً بعنوان “محمد رسول الله” مع أحمد طنطاوي ، وعلم فيما بعد بنجاة بناته .

إقرأ أيضا
غسان مطر بالتزامن مع دوره النضالى الكبير ، مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية، منها أفلام تعبر عن الواقع الفلسطيني مثل «الفلسطينى الثائر» الذى كتب قصته وحواره، ليبدأ فى مرحلة جديدة من حياته تكرس لأدوار الشر من خلال مجموعة من الأعمال، مثل «السلم الخفى» و«المتعة والعذاب»، كما شارك فى عدد من الأفلام والمسلسلات الجديدة مثل دوره فى «لا تراجع ولا استسلام»، و«الآنسة مامى».


غسان مطر أشهر أدوار الشر التي قدمها : عام ١٩٧٢ ، حيث جسَّد دور”غسان” في فيلم “الشيطان امراة”، و تدور أحداثه حول عصابة تحاول قتل فتاة عاملة في مصنع . كما قدَّم غسان مطر، في نفس العام ، دور “الأعور” في فيلم “الغضب” ، الذي يتناول قصة رجل “أعور” شرير يحرق شركة النقل التي يديرها صديقه .  قدم دور “عبد الله”، أخو الشيماء أخت الرسول، في فيلم “الشيماء” في نفس العام أيضا ، في عام ١٩٧٣ ، جسَّد دور “فارس” في فيلم “المطلوب رجل واحد”، وتدور أحداثه حول شخص غريب يدخل بين مجموعة من الأشخاص، ويفرقهم ، بهدف الفوز بالأرض. قدَّم غسان مطر دور “زيناتي” في فيلم “إمبراطورية الشر”، ودارت أحداث الفيلم حول حادث إرهابي تروح ضحيته الطفلة شيماء . و في عام ٢٠٠٥ ، جسَّد غسان دور “مهران” في فيلم “عيال حبيبة”، ويتناول الفيلم قصة مجموعة شباب يحلمون بالسفر إلى الخارج، ولكنهم يواجهون الصعاب وتتوالى الأحداث . وأدى غسان مطر دور “زعيم المافيا” في فيلم “سيد الاس”، عام ٢٠٠٨ ، وتدور أحداث الفيلم، حول ثلاثة ضباط، يحاولون القبض على تجار المخدرات وزعيم المافيا. واختلف دوره في فيلم “لا تراجع ولا استسلام” عام ٢٠١٠ ، حيث ظهر بشخصيته في مشهد واحد شهير وهو يقول “أنا طيب زي كمال أبو رية ومحمود الجندي” و اشتهر في الفيلم بجملة : ” أعمل الصح ” .الظهور الأول له بالتلفزيون المصري كان من خلال مسلسل “دائرة الضوء”.


على الرغم من تاريخه النضالي إلا أنه قام بدور إسرائيلي، في أكثر  من عمل فني مثل: فيلم “فتاة من إسرائيل” عام ١٩٩٩، كضيف شرف، وفيلم “حائط البطولات”، الذي جسد فيه دور “موشي ديان”، وهو الفيلم الذي مُنع عرضه، لمدة ١٥ عاما، حتى عرض بمهرجان القاهرة السينمائي ٢٠١٤ .


غسان مطر ظهر في أول مسرحية له بمصر عام ١٩٩٨ ، مع الفنان سمير غانم، والتي كانت بعنوان “بهلول في إسطنبول”، وخلال فترة عمله بالمسرح مع سمير غانم لمدة ٢٠ عامًا، اكتسب روح الكوميدية التي نجح في توظيفها بأفلام الألفينات.


الفنان غسان مطر منحه الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس ، وسام الاستحقاق والتميز ، في ٢ ديسمبر ٢٠١٣، تقديرا لتاريخه النضالي وعمله الفني.


توفي  يوم ٢٧ فبراير من عام ٢٠١٥، عن عمر ناهز ٧٧ عامًا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock