كتبت / لطيفة محمد حسيب القاضي
أحيانا ما يحدث غياب الأب عن الأسرة، قد يكون بسبب السفر للعمل خارج الوطن أو الوفاة أو الطلاق، فتقع الأم في حيرة وقلق أمام التحديات التي تواجهها في تربية أبنائها، فتفكر الأم في كيفية تربية الأبناء، وكيفية تحقيق التوازن النفسي لهم، فتجد نفسها أمام تحمل الأعباء والمسؤوليات الكبيرة لتعول عائلتها و تدير شئونها وكثير من الأفكار التي تراودها في كيفية إيصال عائلتها إلى بر الأمان، يتبادر إلى ذهنها الكثير من الشكوك في مدى قدرتها على إدارة العائلة الإدارة الصحيحة.
فالأم في هذه الحالة تحاول أن تجمع بين حب وحنان الأم وسلطة الأب لكي لا تشعر أسرتها بغياب الأب، وهنا لابد على الأم أن تجتمع مع ابنائها وتقول لهم سبب غياب الأب أن كان طلاقا أم سفرا أم وفاة وهنا لابد أن تتحدث الأم مع ابنائها عن والدهم بطريقة جيدة .
وعلى الأم أن تكون بحالة نفسية جيدة وأن تتصرف مع ابنائها بطريقة إيجابية لأن الإيجابية سوف تنتقل إلى أبنائها، و عليها أيضا ان تمزج بين الحنان والقوة ،فكثير من الأمهات يقسون على أبنائهن لأنهن يعتقدن أن ذلك سوف يعوض سلطة الأب، وبعض الأمهات يدللن أبناءهن باعتقادهن بان ذلك سوف يعوضهن عن غياب الأب.
والواجب على الأم أن تعوض عدم وجود الأب بأن تجعل أبناءها على علاقة حسنة مع الأعمام والأخوال لكي يعطوا لهم القوة ،ويجب ايضا على الأم ألا تضعف و تتقوقع في البيت وتجعل الأمور طبيعية وتختلط بالناس وتستقبل الضيوف واصدقاء أبنائها والبعد عن الانغلاق، حيث يكون التعامل مع أبنائها بالحزم والحب معا، وأن تعمل على تشجيع أبنائها للاشتراك في المخيمات الكشفية، والاندماج مع الأهل والأصدقاء،
وفي بعض الأحيان تعطي الأم السلطة غير المدروسة لابنها الأكبر لتعويض غياب الأب قد يسئ استخدامها وهذا خطأ كبير حيث لابد ان تجعله مثلا أخواته الكل يتحمل المسؤولية .
بذلك سوف تقوم الأم بمحاولة التعويض عن غياب الأب إذا اتبعت كل ما سبق، في محاولة منها للوصول لأسرة متماسكة لا ينقصها أي شيء، خالية من أي عقد نفسية أو أي حرمان .