بقلم / كنوز أحمد
العشوائية المنظمة
هذه اللوحة بها كم كبير من العشوائية المنظمة ؛ وذلك التنظيم ماهو إالا نتيجة أصابع فنان متمكنة..
لكن تناثر الرموز لايخفى على أحد،
وكأنها رُسمت على عجالة لوصف حالة نشأت في وجدان الرسام من واقع حالة أُخرى على أرض الحقيقة المجردة.
رأسها كمزهرية ! وكأنها زينة في حياة من حولها..
(زينة الحياة الدنيا) كإبنه
أو زينة في حياة زوج يعاملها ( كأب).
ألوان الزهور تنوعت مابين الأحمر لون الغضب والاشتعال
والاصفر لون الغيرة..
ومجموعة من الألوان غير الواضحة وجميعهم باهت بلا رونق ؛
الخلفية بلون السماء وكأن عالمها محدود الأفق ،
اللون الأخضر المائل للزيتي سائد بنسبة كبيرة وبدرجاته وهو لون الخصوبة والخير.
هذه البنت لديها جميع أسباب الحياة لكنها تبدو حزينة وكأنها تحتضر !
توجد ثلاثة أيادى ، تبدو واحدة منها لبطلة اللوحة بشكل مؤكد ، بينما إثنان وكأنهما يحتضناها من الخلف..
اليد الظاهرة لها هي اليسرى رمز الضعف وحول معصمها ساعة دليل حرصها علي الوقت وأهميته ؛
تحتضن نفسها بملمح وجداني ، تحاول مساندة نفسها ولملمة شمل روحها المبعثرة .
ملابسها تدل على تحررها..
النصف الأسفل لجسمها مفقود وغير ظاهر إشارة لعدم قدرتها على تغيير موقعها الجغرافي من حياتها !
تفكر كثيراً ، رأسها يعج بالمحاولات والمناورات الفكرية ، لذا تحتضن رأسها ليستريح قليلاً..
رومانسية حتى العذاب ، تعشق الليل وذلك يتضح في لون معظم شعرها.. وتجويف الرأس والذي بدا كـ ليل وبه نجوم.
أسفل ( رسغها) أثر جرح ، يبدو أنها اصطدمت بشئ وهي تحاول الثبات..
اللون في أسفل اللوحة اتفق بطريقة ما مع نصفها السفلي وكأنها ذابت في مكانها من فرط وقت المكوث !
لوحة تدعو للغضب والتعاطف أكثر من الحزن ،