بقلم دعاء شعراوي
جلس فهد بعد يوم عمل شاق يراجع أفكار ما قبل الخلود للموتة الصغرى .
فدار هذا الحديث من بين بنات أفكاره…
هنا حيث أقف في حياة تشبه البرزخ بين الحياة المؤقتة والحياة الأبدية في الموت
ولكني لا أريد الموت وحيداً …
بعد ان تخطى مرحلة الربع قرن ها هو يدرك احتياجاتة. بعدأن أسس عمله الخاص و ثبت أعمدة هواياته في دواعم حياته
فماذا بعد؟
ها هي مرحلة البحث عن شريكة للحياة .من تتوائم معها الروح والجسد
فلتجري المباحثات مع الأهل والأقارب للبحث حول مُنية الروح ومن ستسكن الفؤاد ورفيقة رحلة الحياة طويلة كانت أم قصيرة
فالسعادة ليست متاحة دائما …
وهو قرر أن وقت سعادته قد حان…
فليأتوا له بمن ستنجب له الذرية التي ستخلفه كي يدرك عندما يفارق الحياة أن هناك أجزاءا منه مازالت تطفو علي أرض هذا الكوكب البائس…
ولكن هنا لا داعي لهذه النظرة الرومانسية الحالمة
علي مسرح الحياة حيث كل شيئ متاح…
فهي ستكون دائما موضع اختبار وتحت شروط معينة إذا تجاوزتها فسيكون الطريق وصل بهم لنهايته التعسة
ولكن قبل ذلك سيأخذ هو كل حق له كطاووس منتفش بذكورته
فليقص لها كل ما تملك من أجنحة حتي لا تفكر يوماً في معارضته
فهي إن كانت كما قيل له (استرونج اندبندت وومن) سيذبح لها القط كي يجعل له هيبة كرتونية مزيفة .
يدرك هو في قرارة نفسه عقم زيفها!
كهيبة الفتيات لأي صرصور!
فيلوذون بالصراخ ليس خوفاً منه ولكن قرفاً منه!
ولكن لنا وقفة هنا …
فهذه الفتاة التي يريد الارتباط بها أيضاً لها احتياجات ومطالب وحقوق ستطالب بها قبل ان يغمرها بحزمة من مطالبه وحقوقه التي لاتنتهي…
فهي دخلت ذلك المضمار الذي تعلم نهايته قبل ولوجه
فهي تدرك جيداُ حقها فيه قبل أي شيئ…في مشاعره واحتوائه واهتمامه
مضمار الزواج رغبة في احتواء واهتمام وحب والتنعم بدفئ الحب في ليالي الشتاء القارصة.وملئ فراغ روحها في يوم صيفي طويل
لكنها وعت جيدا لدرسها الذي دأبت الحياة لتعليمها له مراراً وتكراراً ألا وهو
(إدراكها لقوتها وقيمتها بذاتها لا بمجرد كلام أحدهم.فيكفي أن تكون كبيرا في عين نفسك ولا تبحث عن قيمتك في أعين الآخرين)
وكما قال فاضل سليمان “من أراد السلام فعليه الاستعداد للحرب”
” وكذالك لأنه لا يوجد شئ في العالم يأخذ مكان الإصرار . ليست الموهبة , فلا يوجد شئ شائع أكثر من رجال فاشلين أصحاب موهبة . ليست العبقرية , فهناك العديد من الأمثلة الشعبية عن الرجل العبقري الذي لا يتم تقديره . ليس العلم , فالعالم ملئ بالعلماء المنبوذين .
الإصرار و المثابرة بمفردهما لهما القدرة الكلية على التغلب على أية مشكلة . شعار “استمر في الدفع” عالج و دائما أنت مستمر في علاج مشاكل الجنس البشري .
و لكن هذا لا يعني , أنك عندما تحاول علاج مشكلة ما و تفشل , أن تكرر نفس الطريقة مرارا و تكرارا . فكما قال أينشتين : “الجنون هو أن تكرر نفس المحاولة كل مرة و تتوقع نتيجة مختلفة” . هذا المثل للرئيس الأمريكي تتعلم منه , أنك عندما تواجه مشكلة و تفشل في حلها , حاول مرة أخرى بطريقة مختلفة , ثم طريقة ثانية و ثالثة حتى تنجح . و خلال مراحل فشلك سوف تتعلم كثيرا من محاولاتك و تأخذ خبرة . و مع إصرارك , سوف تنجح في النهاية إن شاء الله .
وهكذا قررت ستأخذ من كل شخص كل احساس إيجابي ممكن أن تأخذه منه وإذا قرر أحدهم إعطاءها إحساسا سلبيا ناتجا عن قصور نفسي ومرض قلبي.فهي ستهاجمه بشدة بالابتعاد عنه كلياً وجعله يدرك أنه لايمثل لها مثقال ذرة من القيمة .حتي يرجع ويجر أذيال خيبته ! وهذا بالفعل ما حدث مع كل من أذوها وأستطاعت أن ترد لهم الصاع صاعين وأكثر…