بدأت رحلة العلاج منذ عدة شهور وحان الوقت لتحديد موعد العملية استقبلت كل هذا برضا وسكينة إلى أن استمعت إلى حديث إحدى المريضات تتحدث عن حالتها وعن الطبيب الذي أجرى لها العملية.
بدأ ذهنها يشرد و عقلها الباطني يرفض ذلك الجراح الذي لا تعرف عنه سوى اسمه وتخشى أن يجري لها العملية وبالفعل تم تحديد موعد العملية مع جراح آخر وكانت سعيدة بذلك ولكن يشاء القدر أن يتم تغيير الجراح قبل العملية بيومين ليكن هو ذلك الجراح الذي تخشاه.
في نبرة ممزوجة بالرضا والتعجب من الأقدار كانت تبلغني…
تبادلنا الحديث عن الخير الذي يكمن وراء تدابير الله سبحانه وتعالى وعن مهارة ذلك الطبيب و كعادتها فوضت أمرها إلى الله.
وأجرت العملية بنجاح وخرجت من المشفى في صباح اليوم التالي وسعدت لذلك ولكن سعادتها لم تدم فقد حدثت بعض المضاعفات نتيجة العديد من الأمراض المزمنة.
في تلك الفترة كان الطبيب الجراح يلازمها ويتابع حالتها هو وزملائه يمكثون معها إلى الساعات الأولى من الصباح لرعايتها حتى أجتازت تلك المرحلة بسلام…
عندما تتحدث تلك السيدة عن ذلك الطبيب الآن وزملائه فهي تتحدث بقلب الأم حين تتحدث عن أبنائها بكل حب وفخر واعتزاز فقد أدركت حكمة الله في اختياراته..
حقا قد لا ندرك حكمة الله في حينها ولكن اليقين بالله والإيمان بالقضاء والقدر يجعلك آمنا.
فتمهل ولا تصدر أحكاما على أحد دون أن تتعامل معه ولا تتسرع في الحكم على الآخرين إن بعض الظن إثم وأحذر أن ترى الأشخاص بعيون الآخرين فقد تكون أكثر بصيرة من غيرك