مقالات

ما بين الثقة بالنفس و الغرور

… كتبت إيناس رمضان

هل أنت مغرور ، أم تتمتع بقدر كاف من الثقة بالنفس؟ وهل قد تتحول تلك الثقة بالنفس إلى غرور ؟

الحقيقة أن بين الثقة بالنفس و الغرور شعرة وكلما زادت ثقة الإنسان بنفسه عن الحد كلما اشتدت تلك الشعرة وأوشكت على الانقطاع .

ولكن ما الفرق بين الثقة بالنفس والغرور هذا ما سيتم عرضه في السطور التالية..

الثقة بالنفس تعني اعتزاز الإنسان بنفسه النابعة من الشعور بالرضا عن ذاته من ناحية المظهر والجوهر وتقديرا لقدراته وإمكانياته أما الغرور يمثل إساءة لهذا التقدير مع الشعور بالعظمة وتوهم الكمال وكيف ذلك؟

والكمال لله وحده ولا يوجد مخلوق في هذا الكون إلا ويعاني من نقص ما .

ترى هل الثقة بالنفس صفة فطرية أم مكتسبة ؟

الجدير بالذكر أن الثقة بالنفس أو كما يطلق عليها الاعتداد بالنفس صفة مكتسبة من البيئة وليست فطرية ولا تقتصر على أشخاص بعينهم و لا تأتي من فراغ وإنما تكتسب من عدة عوامل في مقدمتها تكرار النجاح، و القدرة على الإحتواء، وتخطي الصعوبات بهدوء، والتمتع بالحكمة في التعامل ، مع احترام التباين في الآراء،و امتلاك الهدوء النفسي الذي يجعل الإنسان يتقبل النتائج سواء السلبي منها أو الإيجابي كل هذا يخلق شخصا طبيعيا واثقا من نفسه يتعامل بتلقائية وعفوية ، يعلم قدره يتقبل نقاط ضعفه قبل قوته لذا تجده متواضعا بين الناس مما يجعله محبوبا وقدوة يحتذى بها ، عكس الشخص المغرور تجده متصنعا طوال الوقت لا يمارس سوى التكبر على الآخرين لديه شعور أنه متميز على

من حوله حتى وإن كان لا يمتلك مقومات ذلك ،يرى تفسه هو الأجدر دائما وأن الجميع لديهم نقص مما يدفعه لعدم ترك مساحة للاستماع إلى آرائهم ومن هنا تتكون الفجوة بينه وبين كل من يتعامل معه حيث لا مجال للمناقشة أو عرض رأي مخالف له وجزاء ذلك الوحدة وفي بعض الأحيان حصاد العداوة والكره .

لذا اجعل عنوانك التواضع فلا شئ يدوم ،وكن لينا دون ضعف واثقا من نفسك دون غرور فتلك الثقة بالنفس بعد التوكل على الله أمر محمود خلاف الغرور الذي يعد أمرا مذموما يقود صاحبه إلى العزلة والوحدة يفقده القدرة على التناغم و التأقلم وقد يكون بداية النهاية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock