كتب /أيوب أبو اللمك الكميت
كان لي شرف اللقاء به منذ سنوات مضت…
بموعد مسبق التقيته في حماة ابي الفداء المدينة التي أحبها وقدّسها وجعلها جلّ اهتماماته من جميع النواحي وليس فقط أدبياً وثقافياً وتاريخياً…
حماة تلك العاصية على كلّ من لا يبتسم لها بضحكة الرفيق المؤنس بالإستناس لأبوابها العتيقة ونواعيرها المتأصلة بأصالة التاريخ وعاصيها الذي خالف كلّ أنهار العالم من منبعه حتى مصبّه.
التقيت ذلك الجبل الشاهق بقممه الثقافية والتاريخية والتأريخية ذلك الزند المصنوع من خشب الجوز
محور لنواعير حماة…
إنه التراث والفن والأدب والثقافة الجامعة والسد المنيع في وجه كلّ من حاول التحريف أو التشويه بلغتنا العربية الأصيلة والمتلاعبون بتعابيرها…
إنه سنديانة حماة الباسقة الأديب والمؤرخ والشاعر :
تجلس معه يشدك حديثه الجميل المُتمَازج مع صوت مميز رخيم ناعم…
تنظر إلى محيّاه تقرأ فيه تفاصيل تاريخ وطن أحبه وحرص على الحفاظ عليه وحفظِه..
تقع عينك على عينه فتشاهد فيها دمعاً يشتاق للهطول من عينه شوقاً لتساقطه على أرض طاهرة…
احبّ فنون حماة وأدبها وفِكرَ الأديب الحموي الوطني العظيم…
وأغنية (اللاله الحمويّة)
وعدد من أغاني الفلكلور الحموي الجميل.
كان يلتقي بشكل مستمر مع أغلب الأدباء الحمويّين خاصة والسوريين عامة أذكر منهم :
_ الأديب والمؤرخ الأستاذ وليد قمباز
_ الشاعر والأديب الدكتور رضا بلال رجب
_ الشاعر والأديب والإعلامي الأستاذ توفيق أحمد
ومن منّا لا يذكر الشاعر والطبيب وجيه البارودي الذي كان صديقاً صادقاً للجميع.
جاءني خبر وفاة الأديب والمؤرخ والشاعر محمد عدنان قيطاز قبل أيام وتلقيته بكامل التسليم بقضاء الله وقدره وأنا من كنت قد سمعت قبل أيام ومن أحد الأصدقاء في حماه بأن الأستاذ تعرّض لوعكة صحية ووضعت في خاطري أن أسافر إلى حماة كي أراه وأطمأن عن صحته لكن القدر قد سبقني وحرمني وداع تلك القمّة الثقافية الشامخة في سماء الأدب والثقافة والتاريخ الحموي والسوري…
له الرحمة ولنا ولأقربائه ولأهله وللأسرة الثقافية في سورية الصبر والسلوان.
-ولد الشاعر والأديب محمد عدنان قيطاز في حي الجعابرة من مدينة حماة عام 1936.
مجاز في التاريخ من جامعة دمشق عام 1971 م . عمل مدرّسًا في مدارس محافظتي حماة وحلب ودولة قطر ثم مشرفاً على المكتبات المدرسيّة في محافظة حماة.
رئيساً لدائرة تقنيات التعليم فيها، استقال في عام 1990 وتفرّغ للبحث والتأليف. له مؤلفات وبحوث في التاريخ والأدب والشعر.
تميّز بأبحاثه حول تاريخ حماة وأعلامها.
قال الشعر مبكراً، في السادسة عشر من عمره، وبقي إلى آخر عمره ينشد ويشعر، وصدر له بعض دواوينه من فترة قليلة، وهذه فهرسة ما صدر له إلى الآن :
ديوان “اللهب الأخضر”، 1978 “ديوان وحيد عبود”1986.. ديوان “في ملكوت الحب” 1994″أسامة بن منقذ والجديد من آثاره وأشعاره”1998 ديوان “أسفار ابن أيوب الحموي”1988.. ديوان “وجهك المستبد” 1999. تحقيق “شرح الصدور بشرح زوائد الشذور” للشمس البرماوي عام 2019.. “أوراق من تاريخ حماة”، “أدبيات من حماة في القرن العشرين” 2019.. “دراسات نقدية : الشعر والنقد عند العرب”، “مقامات أبي فراس الحموي”عام 2019، “من أعلام حماة” عام 2019 “شعراء عرفتهم في حياتي” عام 2019 “حماة في عيون الرحالة والجغرافيين” 2019″الشيخ محمد الهلالي شاعر حماة في القرن التاسع عشر” 2019 “الفائت من آثار الشاعر وجيه البارودي”عام 2020 “معارج الروح”عام 2020 ديوان “أنا والشعر” عام 2020″قرأت وكتبت”عام 2020 “حماة في محراب الأدب عام 2020.
وكان قيد الطباعة: “انطباعات حول تجربتي الشعرية”، “شعراء من حماة منسيّون”، “شعراء في الظل”، “سلاف وقطاف من كروم البيان”، “ديوان أبي النصر المنازي”.
توفي الشاعر والباحث والمؤرخ محمد عدنان قيطاز
في حماة عن عمر ناهز ال 86 عاماً بعد وعكة صحية تعرّض لها قبل أيام من يوم الثلاثاء
الواقع في 22 / 2 /2022 حيث وافته المنية مساءً..
وقد نعت وزارة الثقافة السورية الشاعر الكبير محمد عدنان قيطاز كما اتحاد الكتّاب العرب في سورية.
رحم الله فقيد الوطن والثقافة والأدب.
ودمتم.