لن تشعر بالنجاح إلّا إذا تفوقت على من حولك ، داهمت الوقت بإنجازاتك المتلاحقة وبوقت قصير وإلا من أين تأتي بهذا التقدير الذاتي لنفسك وعلى أي أساس بنيت هذه الثقة بالطريق ؟
لن تملك زمام أمورك وانت ينقصك بعض الأشياء ..لاحق ما تبقى وانت مغمي العينين .. ابحث في ضباب هالك لا مانع المهم عود وانت بكامل أناقتك تزهوّ في أروقة المثالية ..
خجل من نفسك وقلق من القادم ؛ سأقول لك الآن أنت يتلاشى بداخلك شعور الامتنان لما كنت تتمنى حدوثه من قبل
وهل الامتنان يكون للأشياء التي لا تشوبها شائبه !
ستظل تبحث عن المثالية في كل شىء وأعِدكَ سوف تفوتك الحياة بأكملها ..
لن ترضى عن أبناءك أبدًا فهم ليسوا بتفوق جيرانهم ،ولن ترضى عن زوجتك /زوجك فهو ينقصه الكثير مما تتابعين على السوشيال ميديا ولا حتى منزلك فهو ينقصه ڤاظة وأنتيكه استايل أوربي قديم في ذلك الركن بالصالون ….
هل حاولت ذات مرة أن تسألهم عن سبب تحملهم تلك الأعباء الثقيلة في حياتهم ؟ لا تحاول …
سوف يحكوا عنها بمنتهى السلاسة ، ستشك من الإساس إن كان هذا الأمر يستدعي الحزن أم لا !!
سوف تجدهم يتباهون لأشياء ثانوية بالنسبة لك ، بريق عيونهم لا ينطفئ أمام إنجازاتهم والحديث لا ينتهي ..
تحدث وقتها عن أي إنجاز لديك ،ستندهش مرتين !
الأولى من تهميش حديثك ،والثانية ستلاحظها بعد فترة وانت تشاهد كيف يسيرون على نفس الدرب ؛لكن لا تتشابه الخُطى ..
يستطيعون بكل براعة تهوين مشاكلهم امامك وتهويل اصغر أمورك
كي يفوت عليك الاستمتاع بما في يدك وتفقد لذة الشعور بالإمتنان
إذا وقعت في الفخ فقد خدعوك بمتاهة البحث عن المثالية
ربما تكون حققت ما لا يسعون لتحقيق ولو جزء بسيط منه
ولكن وجدوا أن هذا الحل يرضي لديهم ما يشعرهم بالعجز ،هو ذلك …إن تموت فرحتك وتولد بدلًا منها تفقد كل ما ينقصك ،ربما تغاضيك عنها سرّ قبولك للحياة وسرّ بهجتك لأبسط الأشياء
نور بقلبك يجعلك تساير الأمور بحكمة وقناعة ربّما هنا وهبك الله ما لم يهبه للكثير ….
وقتها ستجد الحياة تأتي لك بما تريد وتتمنى لأنك هنا متناغم مع الوجود ..ولا تبحث عن المثالية المطلقة ، دعّ ابتسامتك تحكي لهم عن السرّ ..
قل لي الآن كيف سيخدعوك؟
للكاتبة شيرين منصور عوده
زر الذهاب إلى الأعلى