فن الميكسولوجي mixology مع يوسف
بقلم: هادي يوسف
لست بحاجة إلى قوى خارقة حتى تتميز في أي مجال تريد، ومن ناحية أخرى يمكننا القول أن التميز ليس محصوراً بالفن والكتابة والرياضة كما هو مروج له اليوم، فمن خلال كاميرتك الخاصة، ومنبرك الخاص الذي يتمثل بحساباتك الشخصية على السوشال ميديا يمكنك أن تطور من هواياتك البسيطة لتجعل منها عملاً يدر عليك بمردودٍ ماديٍّ مهم، ليس هذا فحسب فإنك غالباً ستجني ما هو أهم من الأموال، “محبة الناس ومتابعتهم لكّ” وهذا الهدف الذي يسعى إليه الجميع، لذا ببداية بسيطةٍ وشغفٍ كبير استطاع الشاب يوسف إبراهيم أن يحول أيام الحجر الصحي المملة التي ترافقت مع جائحة كورونا إلى فترة مهمة جداً في فقد كان يقوم إلى جانب وظيفته كمدير شركة سيغافريدو الايطالية في السعودية، بالانتشار على السوشال ميديا باسم (jo drinks) والذي حصد مئات الاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل هواية تذوق خلطات المشروبات الغريبة، وبما أنه لا يشرب الكحول تحدى نفسه على نقل هذه التجربة بخلق مختلف الخلطات والنكهات ولكن دون إضافة الكحول، وبسبب عمله في مجال القهوة وجد مساحته الشخصية بتجربة الخلطات والنكهات المختلفة، وبما أن المحتوى نادر في الشرق الأوسط بدأت شهرته تتسع وبدأت وسائل الإعلام منها قنوات التلفاز المرئي ومحطات الراديو الغير المرئي بتواصل واجراء بعض اللقاءات معه وكانت أولى هذه القنوات قناة روتانا وقناة السعودية الأولى |اذاعة UFM واذعة السعودية، بفضل تميزه كصانع محتوى بطريقة تصويره وعرضه للموضوع بطريقة شيقة، عدا عن تطوره لاحتراف الموضوع باتباع الخلطات التي تستدعي معرفة واسعة بالمقادير للحصول على طعمة مشروب مذهل، مما جعله يوسع حلمه والانتقال لتأليف كتاب يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، والذي يشرح فن الميكسولوجي mixology وهو فن خلط المشروبات والعصائر الباردة، وذلك لأنه يرفض أن يكون تركيب الخلطات محض صدفة، وبرأيه يجب أن تكون الخلطات مدروسة لتعطي شعور تذوق رائع يوقظ الحواس، فلديه خلطات تبدأ عند تذوقها بطعم وتنتهي بطعم آخر وذلك بسبب تركيزه على مناطق التذوق في اللسان
لا بل لديه خلطات لا يمكنك الإحساس بالطعم المميز لها إلا بعد شربها كاملة after testing، بالإضافة لنوع آخر من المشروبات التي يتميز بها يوسف ابراهيم وهي خلطات تخلق شعورين متداخلين بالطعم، برأي يوسف الأمور تحتاج دراسة وفهم للمكونات لتتمكن فيما بعد الارتجال في الخلطات كمحترف، الموضوع بحاجة دراسة ثم تجارب ثم يأتي الإبداع.
يوسف مثال يحتذى به باستثمار الفترات العصيبة وتحويلها إلى لحظات جميلة، واستغلال الهويات البسيطة لخلق عالمٍ بنكهات فريدة.