مقالات
ومن اتبع صوت عقله فلن يَضِلُّ
بقلم / نجلاء الراوي
هل مازلنا حقاً تزعجنا تقلبات الأيام والأشخاص ؟
أعتقد أننا لو تأملنا بالعقل سنصل إلى أننا تعودنا على تلك التقلبات ولم تعد تدهشنا ولا تزعجنا ، ونحن نعلم بطبيعة الأيام وأنها وإن طالت تمر ، والمواقف أيضاً ، وكل الأشياء قابلة للتعود عليها ثم نسيانها مهما بدت فى المخيلة أنها صعبة ويصعب نسيانها .
فلا عاقل يظن أن النسيان أمراً ما مستحيل فكيف ذلك والنسيان نعمة من الله؟
كل شيء يتغير هذه سُنة الله في كونه كما الطبيعة التي دائماً تفرض نفسها وتتغير كما الفصول، وكما الاحوال الجوية قد تنقلب وتتغير فى لحظة بين مطر وغيوم وشمس وليل ونهار هذه سُنة الحياة التغيير .
الله تعالي هو من خلق الإنسان وطبيعته النسيان، والقلوب تتقلب وتتغير وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، هنا وصف القلوب بالتقلب وأنها بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء.
كل ما على هذه الأرض قابل للتغيير في لحظة، فالثوابت صارت متحركة والقواعد تتغير باستمرار ، كذلك المواقف والأشخاص ، فليس من السهل أو المسلم به الحكم على شخص من خلال القلب الذى قد يكون حكمه مبنياً على ميل القلب لذلك الشخص ، ولا من خلال موقف فقد يأتي موقفاً يليه يعكس شخصية ووجه آخر له قد يكون مفاجيء وصادم وما كنت تحمله من ود يتبدد حسب ما ظهر وبدا .
فلم تعد تقلبات القلوب وتغير الوجوه تثير الدهشة
وكذلك لم تعد القلوب هى الحكم الصائب .. لذلك من الصواب تنحية القلوب جانباً وجعل العقل هو المتحكم والعين الثاقبة لرؤية الحقائق .. فالعقل لن يضل صاحبه .. ولن يميل للإتجاه الخاطئ كما يميل القلب .
قلوب البشر بين يدى الله يقلبها كيفما شاء فقد تمسي وهى تحب وتصبح كارهة .. ولذلك لا يستطيع عاقل أن يحلف بمحبة أحد أنها مازلت موجودة فمن أين يثق ؟
إقرأ أيضا نسمة يحي” طموحي أكون عارضة أزياء على مستوى العالم ومتحدثة رسمية باسم ذوي الاحتياجات الخاصة
“غادة رسلان الشعراني” أنا ذلك المزيج الذي جعل مني طبيعة مركبة لها بصمتها الخاصة