شعر وحكاياتعام
الشعراء في كلمات
بقلمي
نجلاء فتحي عزب
لا تلقي بقلبك
بين يدي شاعر
كلماته
ليست كالكلمات
وانما هي سهام
تجرح ولا تسامر
إذا أصابتك
كنت لها قتيلاً
وإذا لم تصبك
يحاول بكل ما
أوتي من مصادر
حتى يصيبك
في مقتل
ولا يرف له جفنٌ
ولا يعبأ بالمشاعر
وتخرُّ له عاشقاً
ولكنه يعشق الحروف
ويبعثها لكل جديدٍ مغامر
ولا يحزنك قلبه فهو له
ليس فيه ما يسكنه
إنما سكناه حروفاً
بها يستظل عذب الحياة
ومنها بأروقة
الأحاسيس يقامر
يروق له تعذيب
من يقف أمامه آمر
يتقرب له من بعيد بتأني
وشطارة تاجر ماهر
يتاجر بالكلمات ويشتري قلوباً
أدمنت حس النبضات
وخفق العبارات
وزلزلة الآهات التي تمكنت
ولا تستطيع أن تهاجر
أما هو فلا يهتم إلا برؤيتهم
وهم يتألمون من شدةِ
تأوهاتِ الحناجر
ولا لأجلهم يجبر خاطر
فقد تسرب لهم من ثغراتهم
وفُتِحَت له كل المساكر
واستحكم بالهوى أرواحهم
بهدوء ساكن وبقوة ساحر
يبعث إليهم في كل
وقت إحدى أغانيه المفضلة
حتى تتصور أنها لك
هي في الحقيقة لك
وغداً هي لغيرك
وهيهات يأتي كل يوم
بكلمات أغنية تصف لهم
الغرام النادر
والقلق الوافر
لهذا الحب الهائم
في الليل القاتم
والسهد اللائم
ثم يتركهم إلى حيث شأنهم
و يستدرج غيرهم بنفس القوة
وبنفس القصيدة وكل
له قافيته فتصويره جميل
وهو على كل لون قادر
ياله من قاس متعجرف
ياله من متسلط
في صورة ملاك
وللأوصاف مداح جابر
يا لها من أكذوبه
وأبغضها من مساخر
قلتها وسأقولها دائما
إحذر من الشعراء
أحياناً يكذبون وهم
آسرون في زي فاخر
فما كان رأي الله فيهم ؟!
أنهم في كل واد يهيمون
و يقولون مالا يفعلون
فإما أن تهيم بهم عشقاً
وفي حبهم أنت
محرومٌ محزون
وإما أن تلقى حتفك
يا بالموت أو الجنون
وإياك أن تصدقَ
أو تخاطبَ شاعراً
في قوله فإنه
لأشعاره مبدعٌ
رائعً مفتون
مدير قسم الادب والشعر
علا السنجري