بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الرحمة للناس أجمعين ..
أما بعد :
يسعدني و يشرفني أن أتوجه إليكم بأسمى التبريكات والتهاني بمناسبة عيد المولد النبوى الشريف أعاده الله علينا و عليكم بالخير واليمن والبركات و السلام و التسامح و التعايش السلمي بين الشعوب …
هذه الفضائل تمثل قيما إنسانية قوامها المحبة و الرحمة و التأخي و الألفة والمودة بين الشعوب و هي لب الرسائل السماوية التي بعث لأجلها الرسل لتكون سلوكا و نهجا حياتيا لبني البشر دون استثناء و التي من خلالها يتم بناء الإنسانية الحقيقية بين مجتمعات البشرية ككل ..
فالدين ليس مجرد انتماء أو أداء للفروض و الواجبات بقدر ما هو قيما أخلاقية عليا نتمثلها سلوكيا لترتقي بالإنسان بكينونته البشرية و تسمو به إلى الروحانية التي تنعكس إيجابا على البشرية جمعاء محبة و تسامحا و صقخا و إيثارا
لترسخ البنية الأساسية للتنمية المجتمعية التي تسهم في الارتقاء بمجتمعاتنا نحو القمة قيميا و أخلاقيا و تنمويا في إطار تحقيق التنمية المستدامة لبناء المجتمعات و إزدهارها
بعيدا عن أجواء الافتراءات و المشاحنات الضيقة التي تسهم في إشعال الحروب لتقسيم الشعوب و تدمير المجتمعات و ترسيخ الفقر الذي بات عنوان هذه الحقبة التاريخية للبشرية جمعاء نتيجة ما سمي بصراع الحضارات الذي بات هدفا للتهجم على الأديان عبر الصراعات السياسية للهيمنة و التحكم بمصير الشعوب من خلال التحكم بقوتهم اليومي.
لذلك عندما تنعكس قيم المحبة و السلام و التسامح و التعايش السلمي وثقافة الاعتذار عن الأخطاء عبر سلوكياتنا اليومية و من خلال تعاملنا مع الأخرين نكون حققنا ما تصبو إلى تحقيقيه الفرائض الدينية من النهي عن الفحشاء و المنكر عبر تمثلنا لها قولا و فعلا . إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر.